
مؤمن المحمدى
بداية من 1954 وحتى بداية السبعينات، كانت القيادة فى إيد حليم، بـ يعرف يسوق الملحنين، وياخد القرار وينفذه، كان يسايس شوية، يضغط شوية، يركز مع ده حبة، ويريح التانى حبة، والكل كان متراضى، والحياة ماشية، بس فـ الفترة الأخيرة، بدأ اللجام يضعف فـ إيد الفارس.
أول هام كمال الطويل، اللى تقريبا انسحب من الوسط كله، خصوصا بعد حليم ما ركب سكة الشعبى، وما نزلش، وراح مرة ضرب تصريح إنه قرف من الوسط الفنى كله، وحليم خدها على نفسه، وفهم إنه هو المقصود بـ "الوسط الفنى" وطلع فى برنامج "منتهى الصراحة مع وجدى الحكيم"، وقال له: ما "الوسط الفنى" ده هو اللى طلعك، الكلام ده كان سنة 1973.
لكن خلاف حليم مع الطويل، ما يجيش حاجة فـ خلافه مع بليغ، ونرجع شوية فلاشباك:
بليغ مكنش أساسى فى تجربة حليم، بالعكس مكنش حتى احتياطى فـ أول كام سنة، ولحد 1965، كان تعاون حليم وبليغ ع القد، تخونوه وأول مرة تحب وخسارة، وغنوة للجزائر فقط لا غير، ثم حصل الموقف اللى رغيت فيه كتير، ولسه هـ أرغي، لما بليغ عمل "عدوية" لمحمد رشدي، بل تقدر تقول عمل رشدى نفسه.
حليم خد بليغ، وركبوا سوا الرهوان، وده خلى حليم يكسب جولة، ويخسر الحرب (وده موضوع جى بالتفصيل)، المهم إن بليغ بقى الملحن الأول فى مسيرة حليم من 1966 وطالع، وعملوا جانا الهوا والهوى هوايا وسواح والألحان الطويلة: زى الهوا وموعود وحاول تفتكرنى ومداح القمر، وأى دمعة حزن لا، وحاجات تانية كتير، اشتغلوا فى سبع سنين حوالى 27 غنوة، كسرت الدنيا.
لكن على رأى زياد رحباني: لازم فـ آخر، فيه آخر، فيه وقت فراق. الدنيا بينهم باظت بعد 1973. تحديدا من ساعة بليغ ما اتجوز وردة، مش بس جوازه من وردة، كمان كان عنده حلم إنه يعمل مسرح غنائى، وراح اشتغل مسرحية تمر حنة وغيرها.
جواز بليغ من وردة، خلاه يقدم لها ألحان كتير وجميلة، خصوصا بعد نجاح "العيون السود" الساحق، وخلق منها منافس حقيقى لـ حليم، بخلاف أى مطربة تانية عمل لها بليغ ألحان، كانت دايما فـ الصف التانى.
حليم اتكلم صراحة عن جواز بليغ من وردة، وإنه "عطله" وخاض فـ شوية تفاصيل تخصهم، وبدأ يغير من الأغانى اللى بيقدمها الموسيقار اللى وصفه مرة على المسرح بإنه "أمل مصر فى الموسيقى".
ممكن هنا نفتح قوس ونقول إن بليغ مكنش عبيط وعارف إن الوصف ده كان ضرب فـ فريد الأطرش مش أكتر، اللقب ده قاله فـ يوم حفلة عيد الربيع، وكان الناس وقتها مقسومين يروحوا حفلة فريد ولا حفلة حليم، ويوميها حليم قال: لو الناس سقفت لـ فريد عشر دقايق، لازم تسقف لى 12.
من ناحية تانية بليغ كان شايف إن حليم بـ يعامله كـ ملحن، مش كـ شريك فـ التجربة، ولا صانع ليها، وإنه، كـ بليغ حمدى، من حقه حليم ما يحتكروش.
ومرة بليغ ادى حليم لحن، غنوة "هو اللى اختار"، حليم حب يقرص ودن بليغ، ركن اللحن، راح بليغ باعت له: "وقفت التعامل معاك، بعد ما شلتك على كتافى عشر سنين".
بس يا سيدى
ودى كانت نهاية....
