البث المباشر الراديو 9090
أسامة سلامة
مرة أخرى.. يتم حل المشاكل الطائفية بالجلسات العرفية، وكانت الواقعة الأخيرة منذ أيام فى كفر الدوار وقبلها فى المنيا وبعدها ستكون فى أى محافظة أخرى، وتكاد لا توجد محافظة لم تشهد جلسات عرفية من أجل احتواء المشاحنات الطائفية.

من المؤكد أن أحداث كفر الدوار لن تكون الأخيرة إذا استمرت نفس السياسات والنهج والمعالجات فى الأحداث الطائفية، ولا عزاء للقانون.

مرة أخرى.. يتم الحكم بتهجير مسيحى وإرغامه على ترك قريته وبيته وأسرته، ويضطر لقبول هذا الإذلال حماية لأهله وباقى المسيحيين فى القرية من الاعتداء عليهم وتدمير ممتلكاتهم.

مرة أخرى.. يكون العقاب جماعى، ويتم الحكم على كل مسيحى القرية وليس على المتهم فقط، وهو ما يعنى إسقاط أبسط قواعد العدالة، وإرساء مبدأ السيئة تعم، وهو ما يخالف كل الأعراف والتقاليد والقوانين، فقد قضت الجلسة العرفية بديّة قدرها 50 ألف جنيه وبقرة يقدمها كل مسيحى القرية متضامنين إذا لم يستطع المتهم دفعها وحده، وهكذا دفع الأبرياء ثمن خطأ فرد واحد، هذا إذا كان أخطأ فعلاً.

مرة أخرى.. تكون المرأة وراء الأحداث الطائفية، فقد تسببت علاقة مسيحى بمسلمة فى الأحداث الأخيرة بكفر الدوار، وسواء كانت رواية المسيحى المتهم هى الأدق والتى يؤكد فيها أن لديه مبلغ مالى لدى أحد المسلمين، وعندما طالبه به ادعى أنه حاول الاعتداء على زوجته وقام بإثارة المسلمين ضد المسيحيين، أو كانت رواية المسلم هى الأصح وأن هناك علاقة بين المسيحى وزوجته وهو ما شهدت به أم الزوج أمام النيابة، فإنه من المؤكد أن المجتمع، خصوصا فى الريف، مازال ينظر إلى ما يمس المرأة بأنه عار جماعى يخص الجميع وليست أسرتها فقط، وأن علاقة المسلمة بمسيحى عار أكبر مما لو كانت على علاقة بمسلم، والعكس أيضًا حيث يحس المسيحيون بآلام أكبر لو كانت مسيحية على علاقة بمسلم.

مرة أخرى.. تتحول البلاد عند المشاحنات التى يجب أن تنحصر فى أطرافها فقط إلى قبيلتين أحدهما تضم كل المسلمين والأخرى تجمع جميع المسيحيين، وهو انقسام خطير يهدد المجتمع ويقضى تمامًا على فكرة القانون والمواطنة.

مرة أخرى.. نحذر مع عدد كبير من الوطنيين من خطورة الجلسات العرفية على الوطن وسندفع جميعا الثمن إذا لم نوقف هذه المهزلة، وإذا لم تقف أجهزة الدولة ضد هذه الجلسات وتوقفها وتمنعها وتطبق القانون، فإننا سنكون دولة بدائية تحكمها الأعراف وقاعدة البقاء للأقوى والأكثر.

مرة أخرى.. نجلس واضعين يدنا على خدنا، منتظرين الأحداث الطائفية القادمة وجلساتها العرفية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز