البث المباشر الراديو 9090
محمود بسيونى
فى محيطى الأسرى اثنان من الشهداء النقيب عمرو الغضبان، استشهد فى سيناء خلال عهد الإخوان الأسود، وصديق طفولتى المقدم فادى سيف، والذى استشهد بعد ثورة 30 يونيو فى محافظتى بورسعيد.

كلاهما قُتل غدرًا، والقاتل معروف وهى جماعة الإخوان الارهابية التى استهدفت مصر كلها ولا زالت.

لن أتحدث عن ثأر شخصى أشعر به منذ سقوطهم، ولكنى أشعر بثأر أمة تتابع مواكب الشهداء، وتتساقط دموعها عند مطالعة صورهم، وهى تعلم أن ألم فقد الأعزاء علاجه القصاص، والتأكد من أن تضحياتهم لم تذهب سُدى، وتراب الوطن الذى سقطوا من أجله أمِن من شر قاتلهم .

مصر فى صراع وجودى.. الجماعات الإرهابية هدفها القضاء على كيان الدولة، ومن يحركهم يسعى إلى سرقة ثروات الشعب المصرى، وحل أزمات المنطقة على حساب أراضيه.

سؤال سيناء لا يزال مطروحًا، وحمايتها بالدم أمر لا مهرب منه. الشهداء كانوا يعلمون بذلك، وينتظرون منا أن نحافظ على تضحياتهم، ولا ننساق وراء من يتاجرون بالشعارات أو من يضعون مصالحهم قبل مصالح الوطن. لا أبالغ إذا قلت إن دماءهم لعنة تلاحق كل من تسوِّل له نفسه، ويضع يده فى يد الجماعة الإرهابية، ويتآمر مع من يدعمها من أجل الوصول إلى كرسى السلطة.

أغلب الدول التى ضاعت وسقطت سارت فى طريق الهلاك الذى كانت تزينه الشعارات و"التنظيرات" السياسية البراقة حول الديمقراطية، ومكافحة الفساد، وتحسين الأحوال المعيشية، وكلها كانت أوهام تستغلها جماعة إرهابية تدعمها فيها قوى غربية وأجهزة إعلام تابعة لدول لا تريد الخير لمصر.

الأمر أصبح واضحًا، ولا يحتاج منى أو من غيرى وضع دلائل عليه، بل يمكن أن أضع عشرات الأسئلة وعلامات الاستفهام حول من يمول تلك القنوات التى تستهدف مصر، وتسعى إلى تشويه الرئيس عبدالفتاح السيسى دون غيره، ولماذا تدفع قطر وتأوى تركيا هؤلاء تحديدًا، ولماذا يبحثون عن مرشح عسكرى على الرغم من أنهم أكثر من أهانوا العسكريين وشككوا فيهم.

واذا كان الأمر معارضة لوجه الوطن، فلماذا الوقيعة بين الجيش والشعب والعمل على إظهار الجيش كطرف غير محايد فى واقعة ترشح أحد قادته السابقين للانتخابات رغم أن الجميع يعلم بما فيهم القائد السابق أنه خالف القانون، كل تلك الشواهد تؤكد أن هناك من يسعى للوقيعة وإفساد الانتخابات.. وكان يجب أن تفوِّت عليه الفرصة .

لا يخدعنك الهدوء البادى على السطح. نشر الفخاخ لا يتوقف. والانتخابات الرئاسية تُستغل لإثارة القلق والتوتر. التجربة الديمقراطية المصرية فى قلب لوحة التنشين. ضعف الثقافة السياسية وقلة المشاركات الديمقراطية ثغرة يستخدمها الإعلام الإرهابى للتشكيك فيما تحقق، وتشويه التجربة الديمقراطية المصرية أمام العالم.

فشل كل ذلك بيدك أنت عزيزى المواطن. نزولك وتواجدك وتمسكك بالإدلاء بصوتك يُثبت للعالم فشلهم، ويضعفهم.. صوتك فى انتخابات الرئاسة رصاصة تطلقها لكل من وقف ضد رغبتك فى التغيير يوم 30 يونيو. قصاص لكل ضحايا الإرهاب، واستكمال لملحمة البناء والتقدم والإصلاح التى تشارك فيها بتحملك لأعباء الإصلاح الاقتصادى، وتأييد لاستقلالية القرار الوطنى.

صوتك فى انتخابات الرئاسة.. ثأر مستحق لشهداء ضحوا بحياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار فى بلادك.. لا تنساهم، ولا تخذل دماءهم.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز