رولا خرسا
يقال أنه كان الناس عندما يركبون القطار ويكونون دون كرسى بيستأذنوا أى حد جنبه كرسى فاضى أن يجلسوا حتى يصلوا إلى بنها، ويقال أيضا أن أصل العبارة تعود إلى قطار الوجه البحرى، الذى لا بد أن يمر على بنها، وكانت بنها هى أول محطة يقف فيها القطار بعد القاهرة فكان الركاب الذين ينزلون محطة بنها لا يدفعون ثمن التذكرة، لأنهم يركبون محطة واحدة فقط، فلجأ باقى الركاب لهذه الحيلة وبدأوا يزعمون أنهم من بنها، لكى يتهربوا من دفع ثمن التذكرة للكمسرى.
ولكل محافظة من مصر قصة متعلقة بها فأهل بنها المفروض ما يزعلوش لأن المثل أو القول ليس مرتبطا بأمر سيئ، ويمكن ترجمته اللى بيطنش،"عامل نفسه من بنها" أصبح المقصود بها اللى بيطنش، يعنى تطلب من حد حاجة ويبقى مش عايز يعملها لك يعمل نفسه من بنها، يعنى ولا كأنه سمعك ويطنشك على الآخر، وكلنا بنعمل دا ساعات كتير، ما يطلب منك أولادك فلوس وأنت مش عايز تديهم لعدم اقتناعك لأ ى سبب حتعمل نفسك من بنها، أما تكون فى امتحان و مركز فى ورقتك واللى وراك مُصرّ يغش منك وأنت مش طايقه حتعمل نفسك من بنها، أما اللى حواليكم بيتخانقوا فى موضوع وأنت مكبر دماغك عشان مش عاوز تاخد جنب من حد حتعمل من بنها.
كلنا فى أوقات فى حياتنا تجنبا لحاجات بنعمل من بنها، أما نبقى مش عايزين مشكلة أو عايزين نطنش لغاية ما الموضوع يتحل، دا فى الأمور البسيطة اليومية، الكارثة فى اللى بيعملوا من بنها فى مشاكل الحياة الرئيسيّة بيهربوا من مواجهة مشكلة أو بيعيشوا فى حالة نكران لوجود المشكلة دول بقى لازم تشدهم وتفوقهم لأن التطنيش حيخلي المشكلة تكبر، كلنا بنحتاج جرعة تطنيش من وقت للتأنى بس فى حدود.
الحياة لو وقفنا قدام كل حاجة فيها حنتعب، وفيه تفاصيل ومشاكل بتاخد من طاقتنا وبتستهلكنا فقليل من الطناش أو نعمل نفسنا من بنها مفيد جدا. أما عن نفسى ففى الساقعة دى أنا نفسي بطلب من نفسى حاجات وبعمل مع نفسي من بنها، وبقول لنفسى قومى من تحت البطانية وأرد عليها :لا أنا من بنها..