محمود بسيونى
الكهرباء لا تنقطع، والبوتاجاز متوفر، استقرار فى أسعار السلع، شقق الإسكان الاجتماعى تسلم فى موعدها والأهلى يفوز بمباريات الدورى، كل الأمور تسير على ما يرام، لكن الحقيقة غير ذلك تماما.
لقد كتبت هنا منذ فترة أن بعض المتآمرين على مصر يعتبرون الانتخابات نقطة ضعف فى جدار الدولة المصرية، وأثبتت الوقائع أنهم كانوا يستعدون بمرشح لإقصاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أو على الأقل عرقلة المشهد الانتخابى، وإدخال البلاد فى دوامة من عدم الاستقرار السياسى بما يؤثر على دورها الإقليمى، وعلى برنامجها التنموى، قوى الشر لا ترغب فى عودة مصر القوية، وتبحث عن إشعال الفوضى بأى طريقة.
لماذا إسقاط الدولة مطلوب؟ ولماذا يشكك بها المتنطعون؟ ولماذا يحذرنا الرئيس خلال افتتاح حقل ظهر؟
أتصور أن أجهزة الدولة المصرية لديها معلومات قوية عن استهداف خطير للانتخابات الرئاسة، والأمر جلل، وعمليات تغييب الوعى حققت تقدما، وأن هناك من يريد إشعال الوضع والتلاعب بالدولة، وإذا وضعنا ما رأيناه منذ بدء الاستعداد للانتخابات الرئاسية يؤكد ذلك.
كانت الجزيرة القطرية والإعلام الغربى حاضرين فى إعلان الفريق شفيق عن ترشحه فى الإمارات، وكان الإخوان داعمين، إنها لحظة الخلاص، ثم قرر الفريق التراجع بعد عودته إلى مصر، ثم ظهر الفريق سامى عنان، وتحرك الإخوان وأرسلوا بشروطهم لعنان، وأظهرت الجزيرة وأخواتها دعما لا محدود للفريق، بل إن نائبه تحدث عن الإخوان باعتبارها جزءا من الشعب ودخل فى مقارنات سفيهة ليؤكد روايات الإخوان لتشويه الدولة المصرية إلى أن قالت القوات المسلحة كلمتها وحولت عنان للمحاكمة بسبب ما ارتكبه فى حق نفسه والقوات المسلحة وبلده.
لم يدخل حصان طروادة المدينة، المدينة محصنة بوحدة شعبها وقوة جيشها وأجهزتها الاستخباراتية، لكن وماذا عن معركة الوعى المستمرة؟ هل حملات التشكيك والتشويه نالت من عزيمة المصريين؟ هنا مكمن الخطر، فظهرت دعوات المقاطعة، وهدفها وضع الدولة فى مأزق الشعبية، أهل الشر يراهنون على ضيق الشعب المصرى من الإجراءات الاقتصادية الصعبة، ونجاحهم فى التأثير على عقل المواطن المصرى مثلما فعلوا قبل يناير، تكرار ممل لأسطوانة مشروخة مملة ثبت للجميع كذبها.
لماذا اختار الرئيس افتتاح حقل ظهر للحديث مع المصريين عن المؤامرة دون تفاصيل والتلويح بطلب التفويض؟
تعاونت كل قوى الشر لقتل مشروع ظهر، ظهر حادث "ريجينى" ليمنع استمرار التعاون المصرى الإيطالى، لم تتوقف محاولات إسقاط الدولة حتى يتوقف المشروع، كشفت مصر المخطط، واعتمدت على رجال شجعان لاستكمال المشروع فى أقرب وقت، ونجحت فى تقليل مدة تنفيذ المشروع، لتحقق معجزة فى مجال الاكتشافات البترولية، من هنا جاءت رمزية الحديث فى افتتاح حقل "ظهر"، نجحت مصر فى إبطال مخطط، كان رهان الرئيس السيسى الوحيد هو الشعب المصرى، لا يراهن على دعم إقليمى أو دولى كما يفكر بعض الأمراء الصغار.
واصل الرئيس العمل ليل نهار من أجل تأمين الدولة المصرية وإعادة الهدوء إلى ربوع الوطن، كانت المهمة صعبة، وفى بعض الأوقات تعجيزية فى ظل الأزمة الاقتصادية وحالة عدم الاستقرار والتآمر الإخوانى المستمر، وكان هناك صراع مكتوم حتى لا تصل مصر إلى مرحلة امتلاك الثورة البترولية، قطر هى المهيمنة على سوق الغاز، وتعلم أن ثروة مصر من الغاز كبيرة وستؤثر على وضعها فى الأسواق، وتلخصت خطتها فى احتلال مصر بحكم الإخوان والسيطرة على ثورتها النفطية عبر وجود عميل مخلص على رأس السلطة مدعوم من جماعة حاقدة على الوطن، شعرت قطر بالذعر عند ظهور الرئيس السيسى، حتما سيقف ضد مخططها، وفى يونيو الماضى تحقق كابوس قطر، مصر تقرر قطع كل العلاقات مع قطر ضمن التحالف العربى، ويقف السيسى فى الرياض والأمم المتحدة ليفضح مخططات إمارة الشر وحلفها المقيت مع تركيا وإيران والإخوان.
وجود السيسى فى السلطة معناه وقف كل أحلام المحور القطرى التركى، يقول الرئيس حياتى مقابل أمن مصر، موقف صلب يعبر عنه عسكرى محترف فى مهمة انتحارية، رجل لا يعرف ميوعة السياسيين، لقد وضعهم فى موقف دفاعى، ونجح فى شل حركتهم دوليا، صعب عليهم تمويل الإرهاب، أنقذ سيناء من براثنهم، رغم التكلفة الباهظة نجحت مصر فى إضعاف المخطط الذى كان يحاك لسيناء.
يشعر الإخوان ومن ورائهم بالقلق من نجاح الدولة المصرية، السيسى عدوهم الرئيسى فى المنطقة العربية، لا بديل عن التخلص منه حتى تعود مصر بلد بلا إنجاز، بلا ثروة، بلا قرار مستقل، بلا جيش قوى يحميها ويحصن الشرق الأوسط، تآمر لا يتوقف وتربص لا يهدأ.