البث المباشر الراديو 9090
حنان أبو الضياء
النضال على طريقة "خليك فى البيت" لن يكلف أعضاءه شيئا، ولن يتجاوز حدود حناجرهم، وكلماتهم الجوفاء العقيمة التى لا تعرف الرغبة فى النماء وتحقيق الحلم فى غدٍ أفضل.

هؤلاء لم نر طلة أحدهم البهية خلال السنوات السبع العجاف إلا فى كل ما يدعو إلى انهيار الدولة ومؤسساتها، لم يشاركنا أحدًا منهم أحزانا مع كل شهيد يدفع عمره ثمنا للحرية التى ينادون بها، ولا يعرفون ما الثمن المدفوع يوميًا من أجلها.

من منهم خلال تلك السنوات تقدم بفكرة تصبح لبنة فى جدار بناء الوطن، إنهم يكتفون بين الحين والأخر بتغريدات لا تُغنى أو تُسمن من جوع، وهدفها الأول والأخير النخر فى عضد الأمة.

إن ما يفعله هؤلاء لا علاقة لهم بالعمل السياسى ويطلقون الكذبة ويصدقونها، هؤلاء الذين امتهنوا مهنة المعارضة وتعايشوا منها، بينما كان الرجال الحقيقيون يعملون، ولم يكتفوا بذلك ولكن عندما استقرت الأوضاع وقاربنا على تحقيق الحلم فإذا بهم يستديرون على دولتهم ظلمًَا وافتراءً.

من حقكم ممارسة المعارضة، ولكن المعارضة الحقيقية الناتجة من عمل جاد قمتم به، ولكن يبدو أن هؤلاء اعتادوا على ارتداء البطولات الفضائية والفيسبوكية، ولا يملكون سوى مزيد من الثرثرة والبطولات الوهمية.

وبالتالى "خليكم فى البيت" أيها الانتهازيون، النفعيون، الوصوليون، فأنتم لا تخجلون مما تدعون من هراء، وتطلقون العنان لحملات التشهير والقذف بكلمات بعيدة عن العقل والحسابات الدقيقة، واستخلاصات التجربة ومعرفة حقيقة المواقف، وما وراء الكواليس.

والمحزن أنكم بأفعالكم لا تدركون أنكم تتطاولون على إدراك هؤلاء الكادحين الشرفاء الذين يقدسون تراب وطنهم ليل نهار، فما الفرق بينكم وبين المرتزقة الذين تحولوا إلى عملاء متطوعين يقوموا بأى مهمة ضد بلدهم.

والسؤال الأهم الآن هل يعرف رجل الشارع الذى تخاطبونه آيا ممن سموا أنفسهم الائتلاف المصرى السياسى المعارض؟ وإذا كانت الانتخابات الرئاسية كما تصفونها بـ"المشهد العبثى"، فما هو المشهد الواقعى الذى تقدمونه؟ وماذا أضافت "الحركة المدنية الديمقراطية" المؤسسة فى ديسمبر الماضى للشارع السياسى المصرى سوى النحيب والتشدق بالكلمات، وهل لأحزابها الثمانية تواجد بين المصريين؟

وما هى بطولات محرر الغلابة ونصير المستضعفين حمدين صباحى؟ وماذا قدم خالد على سوى فعله الفاضح كوسيلة لإشعال الموقف فى قضية ثيران وصنافير، أما المعارض جورج اسحق فيكفيه خِزيًا أنه كان أحد مؤسسى حركة كفاية عام 2004 التى عُرف دورها غير المشرف.

إن ما حصدناه من تلك المجموعة فى سنواتنا السبع العجاف لم يخرج عن المقولات اللزجة، والهروب من المواجهة والقصور فى فهم معنى المعارضة الحقيقية التى تزن الأمور بميزان العقل، المالكة لرؤية شاملة لمشاكل الوطن وإيجاد حلول لها، ولكن كيف يحدث هذا ونحن نتجرع سموم معارضة سلبية خرجت علينا من غيبوبتها بشعار "خليك فى البيت".

لتظلوا أنتم كما وضعتم أنفسكم تقولون ما لا تفعلون، وسيحكم عليكم التاريخ الذى لا يرحم، ويراقب ويسجل كل السقطات المدوية التى تزداد فى سجلكم يومًا بعد يوم.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز