مايكل مورجان
وبالطبع أود أن أغتنم الفرصة وأدين بشدة أى استخدام للأسلحة الكيمياوية أو غيرها، ولكن من الواجب التأكد من المتورط الحقيقى فى استخدام تللك الأسلحة وعدم التسرع فى الهجوم على الدول أو الحكومات بدون التأكد بشكل قطعى من تورطها فى استخدام تللك الأسلحة المحظورة دوليا وبناء على اتفاقيات تم إبرامها والموافقة عليها فى مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأود أن أكرر مدى استيائى من استخدام تللك الأسلحة من أى نظام أو حكومة ولكنى أعتقد بشكل قوى أنه تم توريط النظام السورى فى هذه الهجمات المزعومة من قبل المعارضة الإرهابية لمحاولة للإيقاع بنظام بشار الأسد.
فبعد متابعتى لعدة جلسات مجلس الأمن رأيت أسدا سوريا يعد، ويتوعد أقوى دول العالم بشكل مباشر وبغير أى نوع من الدبلوماسية أو التخفى وراء أقنعة بلاستيكية كما هو الحال مع العديد من الدول الجبانة.
نعم أنه السفير الأسد بشار الجعفرى الذى تشرفت بمقابلته عدة مرات فى مؤتمرات مختلفة، هذا الرجل الذى لم تستطيع أقوى دول العالم بالضغط عليه تارة أو بشراء ضميره ووطنيته تارة أخرى بشيكات على بياض وقت بداية الحرب على سوريا، حسب ما صرح به فى احدى المؤتمرات، فها هو الأسد بشار الجعفرى يلقن درسا لأعظم وأقوى دول العالم الْامس داخل مجلس الأمن.
وبالطبع أدان الجعفرى، الهجوم العسكرى على مراكز البحوث العلمية السورية بحجة احتوائها على مخازن الأسلحة الكيماوية فى نفس الوقت، الذى تم فيه تعطيل لجنة تقصى الحقائق يوما كاملا فى بيروت حتى يصلون سوريا ببعض الضربة.
كما أدان الجعفرى عدم التزام هذه الدول العظمى باتفاقيات الأمم المتحدة والتى تستوجب موافقة مجلس الأمن للقيام بتللك الهجمات حيث وضح الجعفرى أنه تم التحذير فى أكثر من 146 رسالة للأمم المتحده من استخدام المعارضة للأسلحة الكيماوية ومحاولة الإيقاع بالنظام السورى فى فخ التورط فى استخدام الأسلحة الكيماوية.
فى حديث الجعفرى المليئ بالقوة والشجاعة طالب الدول الثلاث بإعادة قراءة الاتفاقيات الدولية، كما طرح ثلاثة نسخ من هذه الاتفاقيات، وطالب سكرتير مجلس الأمن لتوصيلها لتلك الدول فى مشهد استهزائى.
أرى أن بشار الجعفرى، هو أسد بشار الأسد فى الأمم المتحدة، فهو يتحدث اللغة التى تفهمها الدول العظمى وهى لغة القوه فقد نوه الجعفرى فى أكثر من مناسبة عن إخفاقات الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن القرارات التى اتخذت تجاه العراق وليبيا وغيرهم من دول المنطقه مما يؤدى إلى تشكيك المجتمع الدولى فى الخطوات التى تم اتخاذها ضد النظام السورى.
وللأسف يدفع للشعب السورى ثمن صراع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من ناحية وروسيا وإيران من ناحية أخرى، أعتقد أن الحل الوحيد والشبه مستحيل التحقيق فى حل المشكلة السورية هى أن يرفع الجميع يده عن سوريا فى نفس الوقت.
ندعو الحماية والعون من الله للشعب السورى ونحمد الله على وجود جيش مصر القوى، الذى حمى أراضيها من سيناريوهات مشابهة لسيناريو العراق وليبيا وسوريا فى محاولة لتفتيت المنطقة.