وائل لطفى
فهناك من يريد أن يترك من أشعل الحريق ويمسك بمن يريد إطفاؤه، وهناك من يريد أن يزايد على مصر فى الموقف من سوريا.. رغم أن مصر أكثر من بذل الجهود لإطفاء الحريق فى سوريا.
إن علاقة سوريا بمصر علاقة ترجع إلى آلاف السنوات، ومنذ أدرك فراعنة مصر العظام أن الأمن القومى لمصر يبدأ من جبال طوروس فى شمال سوريا، وقد استمرت هذه القاعدة الذهبية تحكم السياسة المصرية من وقتها وحتى الآن.
لقد توقفت كثيرا جدا وباعتزاز أمام الشرح الذى قدمه اللواء محمد الغبارى، العميد السابق لكلية الدفاع الوطنى والخبير الاستراتيجى المعروف، والذى شرح فيه تداعيات ما حدث فى سوريا، ولماذا يجب أن نقف فى مواجهة أى عدوان على سوريا.. هذا الموقف الرافض للاعتداء من المصريين هو نفس الموقف الذى كان المصريون سيتخذونه لو تم الاعتداء على السعودية أو الكويت أو الأردن أو غيرها من البلاد العربية، فالتضامن العربى حقيقه وواقع رغم أى خلافات سياسية هنا أو هناك.
إن ما لاحظته أن اللجان الإلكترونية للإخوان بدأت فى تغذية نوع من المزايدة على موقف مصر، رغم أن موقف مصر الدائم كان مساندة الدولة السورية والشعب السورى، وإعطاء الأولوية للحل السياسى فى سوريا، ولعل هذا الموقف المساند والمؤيد لبقاء الدولة السورية والرافض لوجود قوات مصرية فى سوريا كان ذو أثر كبير فى انتصار الدولة السورية وانتصارها على منتخب الإرهاب العالمى الذى يقاتل على الأرض السورية.
ولا شك أن مصر تفعل هذا وهى واعية بطبيعة تحالفات سوريا وبالدور الذى تلعبه إيران وهى دولة غير صديقة لمصر، تعرف مصر هذا جيدا.. لكنها تعرف أيضا خطر انتصار الإرهاب فى سوريا وما يمكن أن ينتج عن هذا من ضرر كبير.
إننى أدعو كل مصرى إلى مساندة الموقف المصرى من سوريا وعدم المزايدة عليه، واستيعاب حقيقة أن الدول لا تعلن عن كل جهودها التى تبذلها لإيقاف الأزمات عملا بقاعدة أنه ليس كل ما يعرف يقال.
وأدعو الإعلام المصرى إلى أن يعبر عن الموقف المصرى بوسطيته واعتداله دون أن يبدو غير مراع لمشاعر الغضب من الضربة ودون أن يبدوا أيضا وكأنه ضد محور الاعتدال العربى والتحالفات الضرورية لمصر وللمنطقة.
حفظ الله مصر ووفق خطاها.