البث المباشر الراديو 9090
أحمد محمود
انطلقت أمس فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للفيلم الأسيوى، هذا المهرجان الذى يترأسه فى هذه الدورة المخرج مجدى أحمد على، وهو مخرج أفلام يا دنيا يا غرامى وأسرار البنات وخلطة فوزية، والذى درس الإخراج بالمعهد العالى للسينما بعد أن أنهى دراسته فى كلية الصيدلة.

ولمن لا يعرف فإن مهرجان شرم الشيخ للسينما الأسيوية تنظمه مؤسسة "نون للثقافة والفنون" التى يرأسها الكاتب الصحفى جمال زايدة، وهى مؤسسة أهلية أسسها كل من المخرج الراحل محمد كامل القليوبي، والمخرج داود عبد السيد، والناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله، والناقدة د.ماجدة واصف، ومدير التصوير وديد شكرى والناقدة ماجدة موريس.

كان جمال زايدة قد صرح بأن مؤسسة نون للثقافة أقامت اربع دورات لمهرجان الأقصر للسينما الأوربية، ثم بناء على طلب وزير الثقافة السابق حلمى النمنم، قررت المؤسسة إقامة مهرجان شرم الشيخ للسينما الاسيوية، لدعم تلك المنطقة ثقافيا وسياحيا، وهو الدور الأهم للمهرجانات الثقافية والفنية من وجهة نظرى، والذى يعبر عن قوتها الناعمة التي تدعم الدولة فى الداخل والخارج.

ويشارك فى هذه الدورة المكونة من 5 مسابقات 58 فيلما من 26 دولة أسيوية، وهم الفلبين، وإندونيسيا، وتترستان، والإمارات، وتايلاند، ومصر، وكوريا الجنوبية، وأفغانستان، وفيتنام، واليابان، والصين، وسوريا، وإيران، وأذربيجان، والعراق، ولبنان، وسنغافورة، وبنجلاديش، والهند، والسعودية، وسريلانكا، والبحرين، وطاجكستان، وفلسطين، والاردن وسلطنة عمان.

غير أن الصين ستكون حاضرة بقوة فى تلك الدورة من المهرجان، وذلك بحسب تصريح المدير الفنى للمهرجان الصحفى الشاب محمد سيد عبد الرحيم، حيث ينافس الفيلم الصينى "الضلع" فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وهو من إخراج "وى زانج"، كما ينافس الفيلم الصينى "السيد الكبير" فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة وهو من إخراج "تونج شينجيا"، كما يعرض مجموعة من الأفلام الصينية من أجل توفير إطلالة أكثر عمقًا على السينما الصينية المعاصرة، كما يتضمن المهرجان احتفالًا فنياُ بالتعاون مع المركز الثقافى الصين الذي يرأسه المستشار الثقافى الصينى "شي يوه وين"، حيث تقدم فرقة فولكلور صينية عرضا راقصا فى حفل افتتاح المهرجان.

يتزامن مهرجان شرم الشيخ للفيلم الأسيوى مع قيام جمهورية الصين بإطلاق مشروع إحياء شبكة طريق الحرير، الذى يربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بتكلفة تبلغ 47 مليار دولار ويمر عبر 56 دولة، هذا المشروع الذى أعلن الرئيس الصينى عن إطلاقه فى سبتمبر من العام 2013 كمبادرة جديدة، تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول التى يمر بها الطريق، ثم دعا فى أكتوبر الماضى إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة، لتكوين طريق الحرير البحرى الجديد الذى انضمت إليه مصر، لتعزيز الربط الدولى ودعم حركة التجارة، ومن المنتظر أن يجذب لمصر المزيد من الاستثمارات الصينية.

وقد اتخذت إدارة المهرجان فى هذه الدورة قرارًا هامًا باختيار جمهورية الصين لتكون ضيف شرف المهرجان، حيث تم اختيار رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أيضًا من الصين، وهو المخرج الصينى الكبير "شيه فى" الملقب بحكيم السينما الصينية، والذى سبق أن حصدت أفلامه عدة جوائز عالمية منها فيلم "المرأة من بحيرة الأرواح العطرة" الحائز على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين عام 1993، وفيلم "ثلج أسود" الحائز على جائزة الدب الفضى في مهرجان برلين عام 1990، كما يعرض له فيلمين تكريما له وندوة يديرها الناقد الزميل أسامة عبد الفتاح.

والحقيقة أن قرار اختيار الصين كضيف شرف للمهرجان ووجودها بهذا الثقل فى تلك الدورة، يشرح تمامًا أهمية المهرجانات الثقافية للعلاقات السياسية بين الدول، وهو أمر كنت قد أشرت إليه في مقال سابق، ونوهت لضرورة عدم تخفيض ميزانيات المهرجانات الفنية والسينمائية، لأهمية تأثيرها وعائدها الإيجابى على الدولة المصرية سواء من الناحية الثقافية أو السياسية.

ما سبق يؤكد على أهمية أن تتوسع مصر في إقامة المهرجانات السينمائية وأن تدعمها بقوة، وأن تضع خطة دقيقة؛ لأن يكون لتلك المهرجانات دور فاعل فى السياسة المصرية، بقدر أدوارها فى الفنون والثقافة أيضًا، وبحيث تغطى العام بأكمله، وأن تغطى أيضًا كافة مناطق مصر الجغرافية لتسهم فى أن تكون عامل جذب سياحى لمصر.

بقى أن أشير إلى أنه بسبب ميزانية المهرجان المحدودة، ستكون هذه الدورة بمثابة اختبار صعب للقائمين عليه، خاصة الناقد مصطفى الكيلاني مدير المهرجان الإدارى، و الزميلة إنجي سمير الصحفية بالأهرام المسائي مديرة المركز الإعلامى، وزملاءهم من طاقم العمل الذين يقومون بجهد كبير من أجل إنجاح تلك الدورة، ومن أجل تذليل كافة العقبات أمام المشاركين والإعلاميين بحيث تخرج الدورة بصورة مشرفة تليق بمكانة مصر وبثقلها الفنى والثقافى والسياسى فى المنطقة.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز