الدكتورة أمانى ألبرت
فمحبته لم تكن مشروطه بل أحبنا رغم عدم استحقاقنا، نستقبل سلامه الذى يحفظ قلوبنا وأفكارنا من هجمات المخاوف "فى 4: 7"، نستقبل غفرانه لخطايانا وحريته لنا فنصبح "بالحقيقة أحرارًا".. إنجيل يوحنا 8 : 36، أحرارًا من تسلط العبودية للخطيئة والخوف والهم والحزن.
لا يمكن أن نكون قادرين على العطاء إن كنا فارغين من الداخل، إن امتلأنا من محبته ورحمته، إن استقبلنا غفرانه وتجاوبنا مع لمساته لأعماقنا فاضت تلقائيا على الآخرين، إن حررنا هو من حزننا وهمنا وضيقنا، نقدر أن نعين الذين هم فى ضيق.
أجواء عيد الميلاد المجيد تحفزنا على العطاء، وهكذا اعتدنا عبر أجيال، فعندما نسقى عطشانا كأس ماء نكون فى الميلاد، عندما نكسى عريانا ثوب حب نكون فى الميلاد، عندما نكفكف الدموع فى العيون نكون فى الميلاد، عندما نفرش القلوب بالرجاء نكون فى الميلاد.
أجمع الأطباء أن العطاء دون انتظار مقابل يحفز من إفراز هرمون السيروتونين، وأن مساعدة الآخرين أو كون الإنسان مفيد يساهم فى إفراز الهرمون، مما يسبب الإحساس بالسعادة، فالعطاء وفعل الخير أمر مفيد روحيا وأيضا مفيد لصحتنا النفسية.
وعلى مثاله نفعل "يَسُوعُ .. جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِى جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ".. أع 10 : 38، نصنع الخير دون أن نتوقف حتى لو كان بدون مقابل مرئى، فحتما سيأتى الوقت يغمر الله فيه حياتنا بالبركات المختزنة، بذلك العطاء الذى قدمناه من القلب دون غرض أو هدف "فَلاَ نَفْشَلْ فِى عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِى وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ".. غل 6 : 9، "فمَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ".. 2كو 9 : 6.
لنستقبل فى قلوبنا محبته وغفرانه وتحريره، ولنعطى بقلب نقى موسعين عطائنا، لنزرع الحب والخير دون انتظار مقابل فحتما سنحصد فى وقت ما ميلاد مجيد.