البث المباشر الراديو 9090
د. إيناس على
يولد الأمل من رحم الألم والمعاناة، ويولد الفرح متى شاء الإنسان، فبأيدينا أن نرسم ملامح حياتنا وأن نخطط لمستقبلنا السعيد الخالى من كل ما يعكر صفو حياتنا.

قد ترى الصورة معتمة فى ظل الظروف الحالية جراء تفشى فيروس كورونا، وهى قد تكون هكذا حقا، إلا أن هناك بارقة أمل وإيجابيات عديدة يجب أن نتشبث بها؛ لننعم بحقنا فى ابتسامة صافية، وسط أهلنا وذوينا وأصدقائنا وأحبابنا.

أسرتنا هى قبلتنا ومبتدأنا وختامنا، هى طبيبنا وحبيبنا، هى من تملك دواءنا وقت دائنا، وعلينا أن نستغل الفرصة الحالية وحالة الفراغ الناتجة عن جائحة فيروس كورونا، لنرتمى فى أحضان الأسرة من جديد، بعدما شغلتنا ظروف الحياة وأضحينا نعانى من التباعد، وكل فرد من الأسرة يعيش فى زاوية منعكفًا على حاله أو بالأحرى كل فى عالمه، مستقلا بذاته.

وأصبحت الأسرة المصرية مضطرة للتعايش فى ظل أوضاع، لم تعتادها، قد يراها البعض لا تروق لهم ولكنها بطبيعة حال فرصة لا تعوض لجمع الشتات الأسرة الذى تبعثر مع عالم الـ"سوشيال ميديا".

دعونا نسأل عدة أسئلة ونتوقف عندها وأولها.. ألم نشتاق إلى اجتماع أفراد الأسرة معا يشاهدون التلفزيون ويتجاذبون أطراف الحديث؟ والالتفاف على الطعام، والمشاركة فى الحوار والحديث، والاشتراك فى المهام المنزلية حتى طهى الطعام، بعدما بات غذاء الأسرة هشا لكونهم اعتمدوا كثيرا على تناول الطعام خارج المنزل!

ألم نَحِنُّ إلى الاشتراك فى ألعاب الترفيه والتسلية والتى رغم كونها بسيطة ومتواضعة، ولكنها كانت كفيلة بأن تغمرنا بالسعادة، ألم نشتاق للالتزام بالنظافة والتشارك فى ترتيب غرفنا المتواضعة والتى من شأنها أن تزيد التقارب النفسى والاجتماعى بين أفراد الأسرة.

ذكريات حلوة علينا أن نعيشها مجددا مثل الصلاة فى جماعة مع الأهل والأبناء والأشقاء، حتى نعلم كيف يعيش أبنائنا مع الله وهل ملتزمين بأداء حق الله عليهم أم لا، ونتبادل الدروس والعبر مع الأسرة حول الاقتصاد فى مصروف البيت والالتزام بالمواعيد، وغيرها من القيم الإيجابية المفتقدة فى زمننا هذا.

وقبل أن أترككم لابد أن أضع بين أيديكم روشتة صغيرة وبسيطة، وغير مكلفة بالمرة، ولكن قد تستغرب عندما تجد فيها مفاتيح سعادتك واسترداد نفسك من غياهب الحياة.

أولًا: الاعتراف بكورونا وأنها موجودة فى حياتنا ونعلم أن اللامبالاة والإصرار على أن الحياة تسير بشكل طبيعى، قد تكون له نتائج وخيمة لا نرضاها جميعًا.

ثانيا: الالتزام بالمنزل مع الأسرة والتحدث فى أمور تسعدنا وعدم مشاهدة الأخبار الكئيبة والمفزعة، والتحدث على ما توصل إليه الأطباء من أخبار سارة تبشر بقرب الوصول إلى علاج يخلصنا من فزاعة الوباء.

ثالثا: عدم متابعة حالات الإصابة والوفيات على حساب حالات الشفاء والتعافى، ففى الأولى هم لا ينضب وفى الثانية فرج وتفاؤل لا حدود له.

وفى ختام إطلالتنا الأولى عليكم، علينا أن نحرص على التنفس بعمق لأنه يساعد على تقليل التوتر، كما يجب ألا ننسى التأمل لما له من أهمية بالغة فى الحصول على الطاقة والسعادة.

من الضرورى مشاهدة الأشياء المضحكة التى نجد فيها ابتسامتنا؛ لأنها تزيد من طاقه الجسم، ومهم جدا النوم على أفكار إيجابية، ولا بد من التركيز على تحفيز أنفسنا وتعزيز طاقتنا الداخلية، وأخيرا البعد عن الكلام السلبى.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز