
دينا المقدم
أما الوسيلة، فهى الاستخبار بطرقه المتنوعة، بهدف بناء منظومة أفكار تساعد على فهم الأخطار والتهديدات مثل بناء مؤسسات متخصصة بهذه المهمة مثلا ومن ثم إيجاد الوسائل المناسبة لمكافحتها أو التصدى لها.
وعلى الرغم من اختلاف الوسائل وتغير التقنيات واختراع الآلات والأسلحة الحديثة، من الأنواع المختلفة فى الجو والبحر والبر، وثورة الاتصالات والمعلومات والإعلام وتعدّد وسائلها، وتسخيرها لخدمة العمل الاستخبارى من أقمار اصطناعية وطائرات بدون طيار، وشبكات الإنترنت، يبقى الإنسان هو العنصر الأساسى فى أى عمل مخابراتى لما يملكه من قدرة على التقييم والتحليل والحل والربط والتكيّف مع كل حالة، وكذلك لما يملكه من إمكانات عقلية وفكرية تمكّنه من إحداث تغيير فى واقع ما فى الزمان والمكان المحدد، وبالاتجاه الذى يخدم فيه مصالح الوطن.
لذلك فإن وجود العناصر الكفء والمنسجمة فى أجهزة المخابرات وابتعادها عن الحسابات السياسية والمصالح الخاصة، يعطى دفعًا لعمل هذه الأجهزة ويوفّر التكامل بين فروعها المختلفة واختصاصاتها المتعددة.
ولكن كلما خفّت المراقبة على عمل هذه الأجهزة، أو تخلى القيمون عليها عن القيم الإنسانية والمثل العليا والأخلاق والوطنية فى فكرهم وعملهم، تحولت إلى آلة وحشية للهدم وللقتل، كما حدث ويحدث فى بعض الدول والأنظمة أو المنظمات الإرهابية، وبدلًا من أن تكون وسيلة لضمان أمن الناس والوطن وحريتهم وحمايتهم تصبح أداة للقمع والقهر وكبت الحريات رجال الظل فى مصر يختلفون عن مثلهم فى الدول الأخرى.
هدفهم الأول والأخير هو الحفاظ والدفاع عن هذا الوطن.
لعبوا دورا جوهريا فى السنوات الأخيرة لتحرير الوطن من براثن الإرهاب الدموى وتصدوا لجميع المحاولات لإفشال خطتهم ومحاولة زعزعة أمن هذا الوطن والعديد من المحاولات للتشكيك فى قدرة الدولة فى تنفيذ خطة الإصلاحات والتنمية المستدامة، والحفاظ على الأمن القومى لمصر ومازالوا يعملون.
من الممتع أن تعرف أن فى وطنك رجال يعرفون جيدا ما يدور حول وطنك وكيف يدور وكيف يتم السيطرة عليه أن لزم الأمر.
ومن أعظم الأمور التى حدثت مؤخرا هو اقتراب رجال الظل من نبض الشارع المصرى والتواصل المستمر لتقيم الأمور بشكل مباشر وصريح وواضح، رجال الظل المصريين حاليا يتقنون فن اللعبة العالمية بشكل يفوق أيضا تاريخهم العظيم نظرا لاستحداث وسائل وطرق ونوع الحروب الحالية.
دائما ما يعمل رجال الظل بمصر فى هدوء تام دون استعراض لمدى قوتهم ودهائهم، دائما ما تتحدث نتائج عملهم عنهم لذلك لهم فى وجدان الشعب المصرى مكانة الأمن والأمان.
مؤخرا، كان لهم الفضل فى ترسيم حدودنا والتوصل بمفاوضات ناعمة للتمكين منها وكسب شرعية وتأييد جميع الأطراف المعنية.
رجال ظل هذا الوطن أشجار تظلل ماضى وحاضر شعبنا بالقدسية والأمان والرزانة، فدارت حولها القصص والحكايات والبطولات.
دامت صحبتكم ودام ظلكم.
وللحديث بقية
