
د.رانيا أبو الخير
والحقيقة، أن هذه النظرة المعوجة للواقع تتسم بها الجماعة الإرهابية فى نظرتها إلى كل ما يجرى من إنجازات ونجاحات، وذلك من خلال انتقادها المستمر بشكل يكشف عن حقيقة نواياها تجاه الوطن، ولكن النظرة الموضوعية للأعمال التى تقوم بها الحكومة وأجهزتها التنفيذية تستوجب الإشادة بالأداء، فى حال النجاح والنقد للأداء حال الاخفاق.
من هذا المنطلق، نسلط الضوء على إنجاز جديد أحرزته وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع وزارات التخطيط والشباب والرياضة والتضامن، على أرض محافظة سوهاج، تمثل هذا فى افتتاح محطة الهجارسة للمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى، والتى تم إنشاؤها ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر لتوفير حياة كريمة لأهالى محافظة سوهاج، ويتكون المشروع من محطة معالجة قدرها 3000 متر مكعب فى اليوم ملحق به مشروعة شجرية ومحطتى رفع، وشبكات صرف صحى، وخطوط طرد، وتوصيلات منزلية، وذلك بهدف تقديم خدمة مباشرة إلى ثلاث قرى، هى الهجارسة والكوامل وأولاد غريب، ويستفيد منها نحو 89 ألف نسمة، وتبلغ عدد التوصيلات المنزلية 2437 توصيلة، مع إمكانية التوسيع مستقبلا لخدمة مبنى الجامعة الجديد وثلاث قرى أخرى، خلال السنوات المقبلة.
وغنى عن القول، إن برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر يمثل رؤية ناجحة لكيفية تنمية الصعيد والنهوض بأوضاعه بعد إهماله عشرات السنين، ولكن رغم نجاحات هذا البرنامج فى محافظات الصعيد بصفة عامة وسوهاج على وجه الخصوص، إلا أن تعظيم مردوداته يظل مرهونا بأمرين مهمين: الأول، المحافظة على ما يقام من مشروعات تنموية على أرض كل محافظة، من خلال تغيير ثقافة المواطن بأن ما يبنى هو ملك له ولأولاده بما يستوجب الحفاظ عليه وصيانته، لأن كثيرا من المشروعات القومية تهدر نتيجة الإهمال من جانب العاملين بها والذين عادة يأتون من أبناء المنطقة التى يقام فيها هذا المشروع، وهو ما يحتاج إلى رؤية مغايرة من جانب المواطن تجاه المشروعات القومية كونها مشروعات ملكا لهم.
الأمر الثانى، هو أهمية المشاركة المجتمعية فى تنفيذ مثل هذه المشروعات، وهو ما يحرص عليه محافظ سوهاج، طارق الفقى، من خلال إشراك العديد من مؤسسات المجتمع المدنى، إذ أن دورها مكمل لدور الحكومة سواء من خلال تقديم الدعم المالى واللوجستيى أو من خلال نشر الوعى المجتمعى بما تقوم به الدولة من نجاحات تستهدف بها تحسين حياة المواطنين.
نهاية القول، إن التكامل بين مختلف أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع يظل هو الرهان الأكبر فى كسب المعركة، التى تخوضها الدولة سواء فى إنجاح خططها التنموية أو مكافحتها للجماعات الإرهابية.
