
ثروت إمبابي
أضاف، أن زراعة البحر ليست خيالًا علميًا، بل هي توجه عالمي جديد يُعرف بالزراعة الزرقاء، وتشمل تربية الأحياء البحرية، وزراعة الطحالب والأعشاب البحرية، وتوسيع الإنتاج الغذائي من البحار والمحيطات بطريقة مستدامة، وفي ظل التغيرات المناخية ونقص الأراضي الزراعية وندرة المياه العذبة، اتجهت أنظار الدول المتقدمة إلى البحر كمصدر واعد للأمن الغذائي، وبدأت مشروعات ضخمة لزراعة الطحالب البحرية والروبيان والأسماك في أقفاص عائمة.
وأشار ثروت، إلى أن زراعة البحر ليست بالمهمة السهلة، فهي تواجه تحديات بيئية واقتصادية، تتطلب تكنولوجيا متقدمة، وضوابط بيئية صارمة، وتعاونًا دوليًا في مجالات البحث والتنظيم والتمويل.
وقال: «أرى أن زراعة البحر تمثل مستقبلًا واعدًا لمصر، إذا أحسنّا استغلال سواحلنا الطويلة على البحرين الأحمر والمتوسط، ووفرنا بنية بحثية وتشريعية قوية تدعم هذا الاتجاه، ولدينا في مصر إمكانات هائلة للاستثمار في الزراعة البحرية، سواء في زراعة الطحالب ذات القيمة الاقتصادية العالية في الصناعات الغذائية والدوائية، أو في تربية الأسماك البحرية بطريقة مستدامة تساهم في تقليل الفجوة البروتينية».
ودعا الحكومة إلى تأسيس هيئة وطنية للزراعة الزرقاء، تتولى وضع استراتيجية شاملة لاستغلال الثروة البحرية، وتقديم حوافز للمستثمرين، وتطوير الأبحاث التطبيقية في هذا المجال.
كما دعا الأحزاب السياسية، للعب دورًا في التوعية بقيمة الزراعة البحرية، وتحفيز شباب الباحثين ورجال الأعمال على خوض هذا المجال، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة.
واختتم قائلًا: «لن نزرع البحر غداً، لكننا إن بدأنا اليوم، سنحصد في المستقبل حقولاً من الغذاء العائم، البحر لم يعد حدًا للحياة، بل قد يصبح بدايتها من جديد».
