حلايب

بعد ثورة 30 يونيو أراد التنظيم الدولى للإخوان الانتقام من النظام الحالى، فترأس اجتماعًا لضم حلايب للدوائر الانتخابية فى السودان، وأثارت أنباء ضم منطقة حلايب، إلى النطاق الجغرافى للخرطوم، أزمة، وسط تأكيدات الجانب السودانى لتلك الأنباء، مقابل نفى مصرى وتأكيدات على أن حلايب مصرية خالصة.

بدأت الأزمة بإعلان المفوضية القومية للانتخابات بالسودان، إبقاء الوضع الجغرافى لمنطقتى أبيى وحلايب المصرية على ما كان عليه فى انتخابات عام 2010 باعتبارهما منطقتين تابعتين للسودان.

فيما ردت مصادر سيادية مصرية، بأن اعتبار حلايب ضمن النطاق الجغرافى الانتخابى للسودان، مجرد، حبر على ورق، لأن منطقة حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة وهو أمر غير قابل للنقاش بأى شكل من الأشكال.

وعن الأسباب التى دعت السودان، لإثارة تلك الأنباء مؤخرا، قالت مصادر مطلعة لـ(مبتدا)، إن تحريات الأمن والمخابرات المصرية، رصدت اجتماعا لأكثر من 25 إخوانيًا مصريًا وسودانيًا ومن بلاد عربية أخرى بالعاصمة السودانية الخرطوم، خلال الأيام القليلة الماضية، برعاية الرئيس السودانى عمر البشير.

وأضافت المصادر أن محاولة السودان تجديد إجراءتها بوضع منطقة حلايب المصرية، ضمن النطاق الانتخابى الخاص بها مرة أخرى، جاء بناء على اتفاق تم خلال هذا الاجتماع، بهدف خلق القلاقل فى مصر خلال الفترة المقبلة.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع، أشرف عليه التنظيم الدولى للإخوان، وحضره عدد من الإخوان المصريين، الذين هربوا من مصر إلى السودان، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.

وتابعت المصادر: (خرج الاجتماع بعدة توصيات، أولها إعادة فتح ملف ضم منطقة حلايب وشلاتين إلى السودان، وتعهد التنظيم الدولى للإخوان بتمويل هذا المطلب، من خلال رفع قضايا أمام المجتمع الدولى، كما اتفق المجتمعون على قيام السودان بضم المنطقة للنطاق الانتخابى الخاص بها، لخلق شوشرة على السلطة الحالية فى مصر، حتى لو لم يتم الأمر على أرض الواقع).

ونوهت المصادر إلى أن الاجتماع خرج أيضا بضرورة جعل الشريط الحدودى بين البلدين منطقة تجمع لمجموعات تكفيرية ومسلحة، بغرض إنهاك قوات الأمن المصرية وتنفيذ عمليات إرهابية فى المناطق الجنوبية، وغيرها.

وتابعت المصادر أنه تم الاتفاق على استمرار السودان فى إفشال أى جهود مصرية، خاصة بحل أزمة سد النهضة، واتخاذ مواقف من شأنها الإضرار بمصر.

وفى هذا السياق، قال اللواء محمد رشاد، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن السودان تريد فقط استعراض عضلاتها وإثبات وجودها بأى شكل من الأشكال، خصوصاً بعد تفككها إلى دولتى شمال وجنوب، مضيفا: (السودان تعلم جيدا أن حلايب وشلاتين منطاطق مصرية، وأنها لن تستطيع القيام بأى عمل بها، ولكن السلطة السودانية تريد شو إعلامى فقط، ويريد عمر البشير كسب أى شعبية حتى لو زائفة).

وتتعامل الأنظمة المصرية المتعاقبة مع مثلث حلايب الحدودى، كمنطقة مصرية خالصة إلى الحد الذى صوت فيه قاطنوها فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا يبدى السودان ميلاً لإثارة الملف الحدودى مع مصر ويؤكد مسؤولوه على اتفاق البلدين حول اعتبار حلايب منطقة تكامل بين البلدين.

وفى سياق متصل قال مصدر سيادى مسؤول، إن ما جاء بعدد من وسائل الإعلام الأجنبية حول دخول قوات سودانية إلى منطقة حلايب، هو تهويل لا أساس له من الصحة، مضيفًا أن القوات السودانية هى (غيار) للقوات الموجودة بالفعل عند حلايب ولها مهمة محددة وهى تسهيل تنقل العائلات بين حلايب المصرية وبين أقاربهم أو أصهارهم وليس لها أى دور غير ذلك.

وأشار المصدر إلى أن حلايب وشلاتين أرض مصرية، ولا جدال حولها وأن كل المؤسسات الموجودة بها تخضع لمصر وسلطتها.

وأضاف أن القوة السودانية متواجدة منذ فترة وبموافقة مصرية ولا جديد فى ذلك، وإثارة هذا الأمر حاليا هو محاولة للتشويش.

كانت (CNN) نقلت اليوم الأربعاء، عن تقارير صحفية سودانية رسمية أن قوة من مشاة البحرية السودانية عادت إلى المرابطة فى حلايب، مؤكدة استعدادها للفداء والتضحية فى سيادة الوطن فى إشارة إلى المثلث الحدودى بين مصر والسودان.

وبحسب وكالة الأنباء السودانية، احتفلت الفرقة 101 مشاة البحرية بورتسودان بعودة القوات المرابطة فى حلايب بعد أن تسلمت القوات البديلة لها مواقعها بالمنطقة بعد انقضاء فترة رباط القوات العائدة وفقا لنظام القوات المسلحة فى هذا المجال.

ونقلت الوكالة عن والى ولاية البحر الأحمر السودانية، محمد طاهر ايلا، تأكيده على دور القوات المسلحة فى حماية الوطن وتحقيق مبدأ سيادة السودان على أراضيه، مبينا أن وجودها بمنطقة حلايب تعبير عن السيادة السودانية بالمنطقة.

أما اللواء الركن بلال عبد الماجد، قائد الفرقة 101 مشاة، توجه بالتحية للقوات المسلحة لصمودها فى حلايب وأشاد بمجاهدات القوات النظامية الأخرى واستعدادها للفداء والتضحية.

يقع مثلث حلايب عند البحر الأحمر بين مصر والسودان، وتزيد مساحته عن 20 ألف كيلومتر مربع، وهو موضع خلاف منذ عقود بين القاهرة والخرطوم، وسبق للسلطات المصرية أن احتجت مطلع العقد التاسع من القرن الماضى على خطط السودان للتنقيب عن النفط فيها، ونشرت مصر قواتها فى المنطقة منذ سنوات.