البث المباشر الراديو 9090
ماهر فرغلى - الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية
قال ماهر فرغلى الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، تعليقا على قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد ومواجهته لحركة النهضة الإخوانية، إن راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة يعد الأب الروحى للتنظيم الدولى للإخوان على مستوى العالم باعتباره أكبر الأعضاء سنًا وخبرةً.

وأضاف فرغلى فى فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أن راشد الغنوشى كان دائم الدفاع عن الإخوان فى مصر بعد الإطاحة بهم من حكم بفضل ثورة 30 يونيو، إذ كان يقابل كثير من رؤساء الدول العربية لتحسين صورة الإخوان فى مصر أمامهم، وكان من الرافضين لمصالحة الجماعة مع السلطة المصرية وتخليها عن أعمال العنف ضد المصريين والدولة المصرية.

وأشار الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية إلى أنه عقب ثورة تونس على حكم زين العابدين بن على عادة راشد الغنوشى مع مجموعة من قيادات جماعة الإخوان فى تونس وبدأوا فى عقد لقاءات وحوارات مجتمعية للحديث عن الحريات والحقوق فى المجتمع التونسى والتى كانت مدخلا لجماعة الإخوان لممارسة العمل السياسى وتوغلهم فى المجتمع من جديد، وتسبب عدم تركيزه على مسألة الهوية والشريعة بالدستور فى مهاجمة جماعات الجهاد الإسلامى له خلال هذه الفترة.


ولفت فرغلى إلى أن الغنوشى كان لديه هدف كبير من خلال تركيزه على الحريات أكثر من الهوية والشريعة، إذ انه ابتدع مصطلح جديدا فى خطاباته عقب عودته إلى تونس بعد هروب زين العابدين بن على خارج البلاد، وهو مصطلح "خلق النخبة" إذ كانت جماعة الإخوان ليس لها عناصر داخل الجيش والشرطة والأجهزة القضائية، والغنوشى كن يهدف إلى إيجاد عناصر من الإخوان داخل هذه الأجهزة لتكوين نخبة مؤثرة فى القرار والمعادلة السياسية، واعتمد سياسة أردوغان فى تركيا لتكون منهجا له ولجماعته فى تونس.

ومع مرور الوقت عملت جماعة الإخوان فى تونس على السيطرة عقول المواطنين من خلال الخطاب الإعلامى الدينى خصوصا أنه يؤثر بشكل كبير على الشباب فى المدن والقرى، ولكن القوى السياسية الواعية فى تونس أدرك خطورة هذا التوغل فبدأت فى مناهضة حركة النهضة التونسية ومشروعها الهدام، فأدرك الغنوشى أنه لن يستطيع أن يقود العمل السياسى وحده مع جماعته وعليه التعاون مع القوى السياسية الأخرى، خصوصا بعد فشل حكم الإخوان فى مصر.

وأشار إلى أن تراجع الغنوشى وجماعة الإخوان فى تونس أدى إلى وصول الرئيس قيس سعيد إلى السلطة، والذى وقع بينه وبين جماعة الإخوان صدام واضح بسبب مشروعهم للسيطرة على مؤسسات تونس، فضلا عن الانقسام داخل حركة النهضة التونسية إذ انسب منها القيادى عبد الفتاح مورو اعتراضا منه على بعض السياسيات التى تنتهجها الحركة.

وقال إن جماعة الإخوان تسير على نفس المنهج فى كل مكان وزمان، فعندما اندلع ثورة 30 يونيو بمصر وأطاحت بحكم الإخوان، شكل الإخوان العديد من الجماعات الإخرى مثل "حركة حسم، العقاب الثورى، وكتائب حلوان" وغيرها لمحاربة الثورة من خلال القيام بعمليات تخريبية واغتيال بعض الشخصيات، وهذا ما فعلته جماعة النهضة التونسية من خلال عدد تكوين بعض الحركات، مشيرا إلى أنها تنفى علاقتها بهذه الحركات، مؤكدا أن هذا هو منهج الإخوان دائما فهم يكذبون كما يتنفسون.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز