غارة إسرائيلية على غزة
وتضمن التقرير، الخطة سيطرة مدنية في غزة لمدة ستة أشهر إلى سنة من قبل الإدارة المدنية ومنسق العمليات الحكومية في الضفة الغربية، كما سيتم توفير الخدمات لسكان غزة من خلال شركات عربية خاصة، وبحسب الخطة، فإن السيطرة على القطاع ستنتقل في النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل.
على الصعيد الأمني وعلى المستوى السياسي تجري محادثات واجتماعات مع الأطراف المعنية لصباغة الخطة، وكانت إسرائيل قد أجرت في وقت سابق محادثات مع كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية ومعاون أبو مازن اللواء ماجد فرج للمساعدة في بناء آلية اليوم التالي في غزة وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الماضي إن الطريقة الوحيدة لتشكيل حكومة بديلة في غزة هي القضاء التام على جميع آليات حماس في غرة، ومع ذلك فقد أعلنت الدول العربية أنه بدون تجديد السلطة الفلسطينية فإنها لن تتعاون مع مثل هذه الخطط.
في غضون ذلك أدان وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد تصريحات تنياهو في مقابلة مع دكتور قبل بشأن دعوة الإمارات للاندماج في الحكم المدني في غرة وقال وزير الخارجية الإماراتي على تويتر تنياهو لا يملك السلطة القانونية لدعوتنا للمشاركة في الإدارة المدنية لعرة والامارات ترفض الانجرار إلى أى خطة تهدف إلى توفير غطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة، وأضاف: "عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وتكون لائقة وفعالة ومستقلة - فسوف تدعمها بأي شكل من الأشكال."
تعبر هذه الكلمات عن الإحباط الإماراتي من سياسة الحكومة الإسرائيلية والخوف من اعتبارهم متعاونين مع إسرائيل، كل هذا فيما تعتبر دولة الإمارات من أبرز الدول التي ترسل مساعدات إنسانية إلى غزة. وقال مصدر مقرب من الحكومة الإماراتية لـ "هنا نيوز": نتنياهو في حيرة ومتردد كل قراراته خاطئة، وبتصرفاته، يقدم للفلسطينيين دعما غير مسبوق على المستوى الدولي.
تعليق المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
1ـ تتركز اتجاهات الإعلام الإسرائيلي في الساعات الماضية على محورين إثنين رئيسيين، الأول هو استقالة المسؤول الأمني عن ملف "اليوم التالي في غزة" داخل مجلس الأمن القومي اللواء احتياط يورام حمو ولأسباب غير معروفة حتى الآن. الثاني هو موافقة نتانياهو على مناقشة خطة صادرة عن مجلس الأمن القومي بشأن اليوم التالي في غزة في إطار اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي.
2ـ يكشف تقرير هيئة البث الإسرائيلية بعض التفاصيل الأولية بشأن خطة إسرائيل لليوم التالي بعد الحرب في غزة.
كما تناقش تقارير عبرية أخرى حيثيات استقالة "يورام حمو" بأنها تأني في سباق انزعاج ملحوظ من المستويين العسكري والأمني في إسرائيل تجاه حكومة نتانياهو بسبب عدم اتخاذه أي قرارات سياسية تتعلق باليوم التالي في غزة طيلة الشهور الماضية.
3ـ لا تتضمن الخطة المنشورة أي تفصيلات جديدة بشكل جوهري وإنما هي إعادة تدوير الأطروحات إسرائيلية سبق وتم التصريح بها أو نشرها على وسائل الإعلام، مثل أن حكومة نتانياهو تنوي نقل صلاحيات وكالة الأونروا إلى مكتب منسق العمليات العسكرية في الضفة الغربية (COGAT) والتي على ما يبدو ستشرف على عمل الشركات العربية الخاصة، في تقديم الخدمات العامة للمواطنين الفلسطيين في عزم لفترة انتقالية وجيزة تمتد من سنه الى التي عشر شهرا في هذا الإطار، يميل التقدير إلى أن الدول العربية سترفض المشاركة في أي ترتيبات لليوم التالي في غزة في غياب الضمانات حول دور واضح للسلطة الفلسطينية.
4ـ في هذا الإطار، وعلى المستوى الفلسطيني الخاص بحماس، فيبدو أن الحركة ترفض تماما حدوث أي تنسيق عربي - فلسطيني أو إسرائيلي مع السلطة الفلسطينية بشأن ترتيب آلية توزيع المساعدات. كما يبدو أن حماس تعبر عن رفضها الأمر باللجوء إلى التصعيد العسكري أو إفشال جولات التفاوض الخاصة بوقف إطلاق النار.
5ـ على المستوى السياسي الداخلي في إسرائيل، في التقدير أن نتانياهو وافق أخيرا على مناقشة خطط اليوم التالي في إطار عمل مجلس الحرب بهدف تخفيف التوتر الجاري بين إسرائيل والولايات المتحدة والذي انعكس في تجميد الأخيرة صفقة نقل ذخائر ومعدات للجيش الإسرائيلي.
في هذا الإطار، يمكن التقدير بأن خطط اليوم التالي هي من ضمن المحددات الرئيسية في قياس العلاقة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية الحالية لا سيما وأن الأخيرة ترغب في الإبقاء على فرص التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة اشترطت تقديم معلومات استخباراتية حول مواقع اختباء قيادات حماس واحتجاز الرهائن. وهو ما يعد إنجازا ضخما لصالح نتنياهو.
6ـ من غير المتوقع أن يتبنى نتانياهو موقفا جادا لمناقشة خطط تتعلق باليوم التالي: بسبب ميله إلى استمرار الحرب في غزة يستدل على ذلك إشارته بأن خطط اليوم التالي تعتمد على القضاء كليا على البنية العسكرية لحماس التي لن تسمح بترسيخ حكم بديل عنها في غزة.
7ـ من المتوقع أن تثير مسألة مناقشة نتانياهو لهذه الخطط ضمن عمل مجلس الحرب أزمة سياسية بين نتانياهو وأعضاء حكومته في المجلس الأمني الوزاري المصغر، وفي هذه الحالة من المرجح أن يؤكد نتانياهو استمرار العملية البرية في رفح.