تداعيات مباحثات البرنامج النووي الإيراني
وفي ظل استئناف المباحثات بين إيران والترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) حول الملف النووي الإيراني، تتزايد التساؤلات حول تداعيات هذه المحادثات على ملفات إقليمية ودولية معقدة، أبرزها التوترات في سوريا، واستقرار الوضع في لبنان، والحرب الروسية الأوكرانية إذ يرتبط الملف النووي الإيراني بتوازنات جيوسياسية حساسة تتجاوز نطاق الشرق الأوسط إلى الساحة الدولية.
تأثيرات المباحثات النووية على التوترات في سوريا
تعزيز النفوذ الإيراني، حيث إنه إذا حققت إيران مكاسب في مفاوضاتها النووية، فقد تستخدم ذلك لتعزيز نفوذها في سوريا، حيث تدعم حكومة دمشق بشكل مباشر، حيث يمكن أن تُترجم هذه المكاسب إلى دعم أكبر للجماعات الموالية لها، ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع إسرائيل التي تستهدف بشكل متكرر مواقع إيرانية داخل سوريا.
توازنات القوى مع روسيا
مع انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، قد تسعى إيران إلى ملء أي فراغ قد يظهر في النفوذ الروسي داخل سوريا، ما قد يغير من مجريات الأمور على ساحة الصراع في سوريا.
انعكاسات المفاوضات على هدنة لبنان
تعزيز الاستقرار أو تصعيد التوتر، حيث تعتمد هدنة لبنان الحالية على هدوء إقليمي هش إذا توصلت إيران إلى اتفاق مع الغرب، قد تعزز موقفها الداعم لحزب الله، ما قد يُضعف فرص الوصول إلى تسوية طويلة الأمد، وفي المقابل، قد يؤدي الاتفاق إلى تخفيف التصعيد إذا تراجعت التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
دور حزب الله
يُعتبر حزب الله لاعبا رئيسيا في في الأزمة اللبنانية خصوصا بعد إتمام هدنة مضطربة بعد عدوان إسرائيلي غاشم على جنوب لبنان، وفي ظل ذلك فإن أي تغييرات في الوضع الإيراني الدولي قد تؤثر على تمويله وتحركاته في الداخل اللبناني، ما سينعكس على استقرار الهدنة.
تأثيرات الملف النووي الإيراني على حرب روسيا وأوكرانيا
يمكن لإيران أن تستغل تقدمها في المحادثات النووية كوسيلة لتوطيد علاقاتها مع روسيا، ومع تزويد إيران موسكو بمسيّرات وأسلحة أخرى، قد تكون أي انفراجة نووية عاملاً في تعزيز هذه الشراكة.
تعقيد الموقف الغربي في أوكرانيا
أي تصعيد في العلاقات بين الغرب وإيران قد يؤدي إلى صرف الانتباه عن حرب أوكرانيا، ويجعل من الصعب على أوروبا والولايات المتحدة التركيز بشكل كامل على مواجهة روسيا.
إمدادات الطاقة وارتفاع سعر النفط
قد تسهم أي انفراجة نووية في زيادة صادرات النفط الإيراني، ما قد يؤثر على سوق الطاقة العالمي ويخفف من الضغط على روسيا، التي تعتمد على صادراتها النفطية لتمويل حربها.