البث المباشر الراديو 9090
البابا ليو الرابع عشر شعار حبريته
اختار البابا ليو الرابع عشر شعار حبريته على كرسي الفاتيكان تحت عنوان: "في الذي هو واحد، نحن واحد"، وهو مأخوذ من المزمور 127.

يتكوّن شعار البابا ليو الرابع عشر من درع مقسوم إلى قطاعين، يحمل كل منهما رسالة عميقة، وعلى الجانب الأيسر، تظهر زهرة زنبق بيضاء منمّقة على خلفية زرقاء، وهي رمز تقليدي للنقاء والبراءة.


ترتبط هذه الزهرة كثيرًا بالسيدة العذراء مريم، وتستحضر على الفور البُعد المريمي في روحانية البابا، وليس هذا مجرد تذكير بتكريس مريمي، بل هو إشارة دقيقة إلى المركزية التي تحتلها مريم في مسيرة الكنيسة: نموذج للاستماع، والتواضع، والعطاء الكامل لله.

أما في الجانب الأيمن من الدرع، وعلى خلفية بيضاء، يظهر قلب يسوع الأقدس، مطعونًا بسهم، وقد اندمج مع كتاب مغلق.


تحمل هذه الصورة معاني عميقة، إذ تذكّرنا بسرّ ذبيحة المسيح الفدائية: قلب مثقوب بمحبة للبشرية، وكلمة الله الممثّلة بالكتاب المغلق.


هذا الكتاب غير المفتوح يشير إلى أن الحقيقة الإلهية قد تكون محجوبة أحيانًا، وأنه ينبغي استقبالها بإيمان، حتى إن لم تُكشف بالكامل، إنها دعوة للثقة، والتسليم، والمثابرة في البحث عن المعنى الأعمق للكتاب المقدس، حتى في لحظات الظلمة.

الشعار الذي اختاره البابا، "في إيلو أونوم"، مأخوذ من تعليق للقديس أوغسطينوس على المزمور 127، ويجسّد قلب رسالته: "في الذي هو واحد، نحن واحد"، وبهذه الكلمات، ينعكس المثل الأعلى للكنيسة الموحّدة، رغم الاختلافات والتوترات الحتمية.

إنه تعبير عن وحدة لا تقوم على التطابق، بل على اللقاء في محبة المسيح، التي تجعل الأخوّة والمصالحة ممكنتين، حتى في أكثر السياقات تعقيدًا، وليس من قبيل المصادفة أن يتحدث البابا ليو الرابع عشر في أولى تحياته للكنيسة والعالم عن كنيسة الجسر: كنيسة مدعوّة لتجاوز الانقسامات، وإتاحة المجال للّقاء، والإصغاء، والرحمة.

في نهاية المطاف، ومن خلال شعار حبريته ومعطف السلاح، يقدّم البابا الجديد رؤية لمبشّرٍ لكنيسةٍ مريمية، متجذّرة بعمق في محبة المسيح.. كنيسة مستعدّة للمعاناة، ومكرّسة بالكامل لخدمة شعب الله، مدركة أن كل تنوّع لا يجد انسجامه إلّا في الوحدة مع الرب.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز