البث المباشر الراديو 9090
مظاهرات فى إيران
تشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ الخميس الماضى، تظاهرات حاشدة احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية ورفضا لسياسات حكومة الرئيس حسن روحانى، وقتل العشرات، واغتيال السلطات الإيرانية للمئات.

المظاهرات بدأت بمطالب اقتصادية لكنها فى وقت لاحق حملت شعارات سياسية مطالبة بـ"الموت لروحانى.. الموت للديكتاتور"، و"الموت لحزب الله"، و"استرح يا سيد على واترك الحكم" فى إشارة إلى على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى، ما دفع السلطات للإمعان فى قمعها خشية من تحولها إلى ثورة تطيح بقادة البلاد.

هذا الخوف يفسر التحذير الذى أصدره الحرس الثورى الإيرانى للمتظاهرين من أنهم سيواجهون "قبضة من الحديد" حال استمرار الاضطرابات السياسية، وأيضًا تحذير الرئيس الإيرانى حسن روحانى من التخريب وأعمال العنف، وتعليق السلطات لعمل مواقع التواصل الاجتماعى بشكل متقطع، خشية استخدامها فى الحشد وتنظيم الاحتجاجات، بما فى ذلك مواقع تيلجرام وانستجرام.

وبحسب آراء المحللين، فإن التظاهرات تفوق احتجاجات 2009 "الثورة الخضراء"، إذ خرج فيها مئات الآلاف من الإيرانيين، من المدن الكبرى كطهران وأصفهان وشيراز، احتجاجا على تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد إعلان فوز أحمدى نجاد فى 13 يونيو 2009 مسفرة عن فوز أحمدى نجاد، مطالبين بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، وأعلن الإعلام الرسمى الإيرانى عن مقتل 7 مدنيين فى يوم 16 يونيو وحده.

السلطات الإيرانية تمكنت من امتصاص التظاهرات باللعب على مشاعر الإيرانيين وإقناعهم بأن من دعموا هذه التظاهرات هم عملاء للقوى الغربية المعادية للجمهورية الإسلامية فى إيران، لكن يبدو أن الموقف أكثر تعقيدا الآن.

لكن سيصعب على النظام الإيرانى استخدام الحيلة نفسها لامتصاص غضب المواطنين، ويرجع ذلك إلى أن هذه الاحتجاجات الحالية، الأكثر شعبية وعفوية مما يجعلها غير قابلة للتنبؤ، وتأتى بعد عامين من تدهور الأوضاع الاقتصادية فى البلاد ما انعكس بالسلب على حياة المواطنين، حتى رفع العقوبات عن طهران بعد إبرام الاتفاق النووى فى 2015 لم يغير من سوء الأوضاع شيئا.

الاختلاف الآخر الذى يجعل الاحتجاجات الحالية، أكثر ضراوة من سابقتها، أن الأخيرة انطلقت من مدينة مشهد، ثانى أكبر مدن إيران من حيث الكثافة العددية، وخروج التظاهرات من هذه المدينة تحديدا يمثل صفعة قوية للنظام، إذ أن المدينة قلب القاعدة الشعبية الدينية للنظام الحالى ومسقط رأس المرشد الإيراني على خامنئى، وانتقلت التظاهرات بعدها انتقلت بعدها إلى قزوين وهمدان وبيرجند ورشت وأصفهان وكرمانشاه وشيراز وظهران ومناطق أخرى.

كما بدأت مدينة نجف آباد الإيرانية عام 2018 بمظاهرات احتجاجية، ودخولها قائمة الدول المحتجة لم يكن من قبيل الصدفة إذ أنها من المدن المهمة والمعروفة بانتمائها للثورة الإيرانية فى بدايتها لأنها مسقط راس أية الله على منتظرى الذى مات تحت الإقامة الجبرية بسبب مخالفته للإعدامات عدامات العشوائية بعد ما كان نائبا للخمينى.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز