البث المباشر الراديو 9090
أردوغان وروحانى
"الأسد إرهابى، التعامل معه مستحيل، ولا حل فى سوريا بوجوده"، "بلادنا تولى أهمية كبيرة للمحافظة على السلام والاستقرار الاجتماعى لإيران".. مقولتين تشرحا موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من الاحتاجات فى كل من سوريا وإيران.

ويبدو أن انتفاضة إيران فى وجه نظام الملالى، التى تدخل يومها السابع على التوالى، كشفت "النفاق السياسى" لتركيا الذى يقوده أردوغان فى التعامل مع الاحتجاجات التى اشتعلت فى دول المنطقة.

ففى سوريا، كان أردوغان من أول الداعمين للانتفاضة منذ بدء اشتعالها فى مارس 2011، ودعا فى وقت مبكر منها إلى رحيل بشار الأسد عن السلطة، لكن هذه النبرة فى الخطاب السياسى اختفت حين علق أردوغان على الاحتجاجات التى تجتاح إيران منذ أسبوع وتقابل بعنف شديد ومتصاعد قوات الأمن.

وبعد 6 أيام من الاحتجاجات الشعبية فى إيران، خرجت تركيا عن صمتها فى بيان ظهرت فيه مصطفة إلى جانب النظام الإيرانى، وداعمة له، ضد المتظاهرين المطالبين بالإصلاح والذين يتحملون العبء المادى لتدخل إيران فى دول المنطقة وتمويلها للميليشيات الإرهابية.

وقبل الاتصال الهاتفى الذى أجراه، اليوم، أردوغان مع نطيره الإيرانى حسن روحانى، أعرب فيه حرص تركيا على محافظة على السلام والاستقرار الاجتماعى لإيران، متمنيا انتهاء تلك الاحتجاجات خلال أيام، اكتفت أنقرة ببيان أصدرته وزارة الخارجية أعربت من خلاله عن "قلقها"، ومحذرة فى الوقت نفسه من مغبة "التصعيد والتدخلات الخارجية المحرضة".

وبينما دعت أنقرة السوريين للخروج إلى الشوارع للتظاهر ضد الأسد قبل سنوات، فقد وجهت رسائل للمتظاهرين الإيرانيين، حثتهم فيها على تجنب العنف وعدم الانجرار إلى ما وصفته بـ"الاستفزازات" التى قد تصعد الموقف.

وهكذا بدت المواقف التركية بوجهين، حين غلّبت أنقرة لغة المصالح على ما يبدو مع طهران على دعم حق المتظاهرين فى الاحتجاج، بينما دعمت الانتفاضة ضد الأسد ليس لأجل الشعب ولكن لأهداف تسعى لها.

ومن المفارقات، أن تدعم تركيا طهران، فى وقت تشارك الأخيرة بقوات لها فى سوريا لقمع الشعب السورى، الذى خرج منتفضا ضد نظام بشار الأسد قبل 6 سنوات.

إذن، نرى بوضوح تناقضا ليس جديدا فى السياسية الخارجية لأنقرة، التى لطالما لعبت على المتناقضات، بين دعم الاحتجاجات وتأجيجها فى سوريا ضد الأسد، ومهاجمة المتظاهرين وتحذيرهم حفاظا على إيران.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز