أردوغان وعبدالله جول
وبحسب موقع "kurdistan24" فإن منح الحصانة للموالين للحكومة من أى تحقيق قانونى عقب هزيمتهم للانقلابيين خلال محاولة الانقلاب تسببت فى حالة جدل سياسى، واعتبرها البعض شيكا فارغا لمؤيدى أردوغان لسحق أى اضطرابات أو انتفاضات تقع فى المستقبل دون خوف من الملاحقة القضائية.
ووفقا لموقع "The Globe Post" التركى، فإن أبرز الشخصيات التى انتقدت أردوغان هو سلفه الرئيس السابق عبدالله جول، صديقه ورفيق دربة الذى شاركه فى تأسيس حزب العدالة والتنمية، والذى أعرب عن رفضه للمرسوم القانونى، الذى يعفى "المدنيين المسلحين" الذين تصدوا للمحاولة الانقلابية من المساءلة القانونية بموجب المادة الواردة فى المرسومين رقم 695 و696، قائلا إنه لا يتفق مع سيادة القانون، ويمكن استغلاله فى لحظات الاضطرابات.
انتقادات الرئيس السابق دفعت أردوغان للخروج بعدة تصريحات ضد جول إذ اتهمه فى البداية بخيانة الحزب، لكن هذا التصريح كان بمثابة الوقود الذى أشعل فتيل الحرب الكلامية بين الجانبين لتأخذ منعطفا جديدا، إذ دفعت جول للتهديد بأنه سيواصل التعبير عن وجهات نظره النقدية.
جول استفز أردوغان بشده وجعله يخرج بتصريحات يتهمه فيها بأنه انحاز لحزب الشعب الجمهورى المعارض قائلا خلال كلمته فى مقاطعة كاستامونو بالبحر الأسود "ألست معى فى نفس القضية؟ كيف يمكنك الذهاب فجأة مع تيار كمال كيليكداروغلو.. إنه العار؟".
ويمكن القول أن انتقادات جول للمرسوم القضائى لم تغضب أردوغان فقط بل أثارت غضب كبار الشخصيات فى حزب العدالة والتنمية الحاكم، بما فى ذلك المتحدث باسمه ماهر أونال، وغيره من أقارب أردوغان المقربين، لكن هذه الانتقادات قوبلت باللامبالاة من الرئيس السابق الذى كان أيضا أحد الآباء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية الإسلامى.
وفى خطوة حاسمة وجدية أوضح جول أن الهجوم على شخصيته من بعض المشرعين والمتصيدين من خلال وسائل إعلامية معينة، ووسائل التواصل الاجتماعية تجاوزت حد الاحترام، وحدود الأخلاق، خصوصا بعد تصريحاته الأخيرة، مؤكدا أنه سيقدرها بحكم أنه يؤمن بحرية التعبير والفكر، وهى أحد المبادئ التأسيسية لحزب العدالة والتنمية، لكنه فى الوقت ذاته سيواصل التعبير عن رأيه كلما رأى ضرورة لذلك.
يذكر أن جول بدأ فى توبيخاته لأردوغان، وكبار الشخصيات فى حزب العدالة والتنمية، بعدما أصدرت الحكومة يوم الأحد الماضى مرسوما يقضى بإقالة أكثر من 2700 موظف حكومى فى جولة أخرى من عملية التطهير التى ينتهجها أردوغان منذ انقلاب عام 2016.