عمر البشير
وبدأت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز والسلع بمظاهرات محدودة بود مدنى، عاصمة ولاية الجزيرة، فى وسط السودان، وهى نفس المدينة التى بدأت منها احتاجاجات 2013 اعتراضا من الشعب على نفس الإجراء الحكومى، وهو رفع الدعم.
وفى العاصمة الخرطوم شهدت عدة أحياء مثل الصحافة وجبرة والكلاكلة احتجاجات واسعة، وانضمت لاحقا أحياء الجريف وبرى، حيث واصل المحتجون غلق الطرق الرئيسية وحرق إطارات على الطرق.
ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين، وفقا لوكالة "رويترز"، التى ذكرت أن أسعار الخبز تضاعفت فى السودان منذ ألغت الحكومة الدعم فى ميزانية 2018.
وارتفع سعر الخبز من نصف جنيه إلى جنيه سودانى، نتيجة رفع الدعم، وفقا لـ"رويترز"، التى نقلت عن أحد المتظاهرين قولهم إنهم يحتجون ضد ارتفاع أسعار الخبز، مضيفا: "لا يمكن أن يكون سعر الرغيف جنيه واحد".
وقالت وكالة الأنباء العالمية إنه لم يتسن الوصول لمسؤولين فى وزارة الداخلية السودانية للحصول على تعليق.
وتجرى الحكومة السودانية إصلاحات اقتصادية لدعم اقتصاد البلاد، الذى يواجه صعوبات منذ انفصال جنوب السودان فى 2011 آخذا معه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط، الذى يعد المصدر الرئيسى للعملة الأجنبية.
وتأتى الخطوة بعد إجازة الموازنة المالية للعام 2018 التى أقرت تحرير الصرف ورفع الدولار الجمركى إلى 18 جنيها بدلا عن 6 جنيهات، فضلا عن رفع تعريفة الكهرباء لقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة.
وفى سبتمبر 2013 سقط العشرات فى مظاهرات بالخرطوم وعدة مدن سودانية، احتجاجا على رفع الدعم الحكومى عن الوقود والخبز.
أحزاب المعارضة: هذا ليس عدلا.. والحل إسقاط النظام
عبرت أحزاب المعارضة السودانية عن إحباطها من الإجراءات الحكومية ودعت لاحتجاجات سلمية على ارتفاع الأسعار، وقال محمد عبد الله صاحب أحد المخابز فى شمال الخرطوم، أمس الجمعة: "عندما ينفد مخزونى من الطحين سأتوقف عن العمل ففى حين ارتفع سعر الطحين بنسبة 270% فإن سعر الخبز تضاعف فقط، هذا ليس عدلا".
ودعا حزب "الأمة" أكبر أحزاب المعارضة فى بيان جميع عناصره و"المواطنين السودانيين الى التظاهر سلميا ضد رفع أسعار الخبز"، وأضاف أن "الطريق الوحيد لحل هذه المشكلات هو إسقاط هذا النظام".
كما أصدر الحزبان الشيوعى، والمؤتمر السودانى بيانات مماثلة، وأفاد بيان الحزب الشيوعى أن "الطريق الوحيد لهزيمة هذا النظام هى الخروج للشارع والتظاهر لاستعادة كرامة السودانيين وحريتهم".
ودشن حزب المؤتمر السودانى حملة تحريضية، الجمعة، لمقاومة زيادة أسعار الخبز والسلع الضرورية.
وأرجع متحدث الحزب أسباب ارتفاع الأسعار إلى فساد النظام الحاكم وتحطيمه البنية الإنتاجية بالبلاد، وشدد على أنه "لا خيار إلا إسقاط هذا النظام واستعادة بلادنا المخطوفة من قبضة عصابة الإنقاذ الحاكمة".
وعمدت السلطات إلى تطبيق الأسعار الجديدة للخبز ابتداء من الجمعة والسبت، وهما يومى عطلة رسمية، حيث تتوقف المدارس والمؤسسات الحكومية.