البث المباشر الراديو 9090
ترامب
"دول حثالة.. قذرة.. بالوعات المجارى القذرة" هكذا تناقلت الصحف العالمية فى نسختها العربية، اللفظ الذى أطلقه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على دول إفريقية وهايتى والسلفادور، ما أثار ردود فعل شبه عالمية عنيفة ومناهضة لـ"عنصرية" ترامب.

ونُقلت هذه التصريحات عن ترامب خلال اجتماع مع أعضاء فى مجلس الشيوخ بالبيت الأبيض حول الهجرة، إذ تساءل: "لماذا نحن لدينا كل هؤلاء الأشخاص القادمين من دول حثالة؟"، فى إشارة إلى دول إفريقية وهايتى والسلفادور، مفضلا قبول المهاجرين النرويج.

ورغم محاولة ترامب التنصل من تصريحه، بادعاء استخدامه "لهجة شديدة" فى المناقشة مع أعضاء مجلس الشيوخ دون استخدام هذا اللفظ، بدأت الانتقادات تنهال عليه من جهات مختلفة أجمعت جميعها على عنصريته.

التنديدات بدأت من الداخل الأمريكى، إذ حظت تصريحات ترامب باستهجان عدد من المشرعين من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، بينهم الجمهورية ميا لاف، التى هاجر والديها من هايتى إلى أمريكا، والتى قالت فى بيان لها: "تصريحات الرئيس فظة ومثيرة للانقسام ونخبوية وتتعارض مع قيم أمتنا. هذا السلوك غير مقبول من زعيم أمتنا".

كما اعتبر السيناتور الجمهورى جيمس لانكفورد التصريحات "مخيبة للآمال"، وكتب عبر موقع "تويتر": "إذا كانت هذه التصريحات دقيقة فإنها مخيبة للآمال. لن أتحدث عن دول هكذا لأننى أؤمن أن شعوب هذه الدول خلقوا على صورة الله ولهم قيمة وكرامة إنسانية".

وفى تغريدة له عبر "تويتر"، أكد السيناتور الديموقراطى جيم ماكجفرن أن "رئيس أمريكا عنصرى وهذا هو الدليل"، مشددا على أنه لا مكان لتصريحاته البغيضة فى البيت الأبيض، داعيا كل جمهورى للتنديد بها.

واتفق السيناتور الجمهورى أورين هاتش من ولاية يوتا مع سابقيه، وكتب فى تغريدة له عبر "تويتر": "أتطلع إلى الحصول على شرح أكثر تفصيلا بشأن تعليقات الرئيس، جزء مما يجعل أمريكا مميزة جدا هو إننا نرحب بالأفضل والأذكى فى العالم، بغض النظر عن بلدهم الأصلى".

وفى بيان شديد اللهجة، طالب سفراء 54 دولة إفريقية فى الأمم المتحدة، الجمعة، ترامب بالتراجع أو الاعتذار عن تصريحه، كما أعربوا عن صدمتهم الشديد من اللفظ الفاضح والعنصرى والمتضمن كراهية الأجانب.

كما أعرب الاتحاد الإفريقى عن رفضه لهذه التصريحات، وأكدت الناطقة باسم رئيس الاتحاد إبا كالوندو، أن هذا التصريح "ليس جارحا لذوى الأصول الإفريقية في أمريكا وإنما للأفارقة أيضا. هو جارح أكثر بالنظر إلى الحقيقة التاريخية لعدد الأفارقة الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة كرقيق"، مشيرة إلى أن هذا التصريح يتنافى تماما مع السلوكيات والممارسات المقبولة.

ومن جانبها، اعتبرت حكومة السلفادور أن لغة ترامب "القاسية" حطت من "كرامة" البلاد، مطالبة واشنطن باحترام "كرامة شعبها النبيل والشجاع"، كما ندد الرئيس سانشيز سيرين، على تويتر، بما حدث معتبرا إياه "ضربات لكرامة الشعب السلفادورى".

وبدورها، أدانت حكومة هايتى بشدة التصريحات المشينة وغير المقبولة التى "تعكس رؤية سطحية وعنصرية مغلوطة تماما"، معتبرة إياها "غير منسجمة مع العلاقات المتعددة التى نسجها تاريخ طويل من الصداقة والتعايش يوحد الشعبين فى أقدم ديمقراطيتين" فى القارة الأمريكية".

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحفيين فى جنيف "فى حال تأكدت، فإنها تصريحات صادمة ومعيبة من رئيس الولايات المتحدة، آسف لكن لا أجد كلمة أخرى غير عنصرية لوصفها. لا يمكنكم أن تصفوا بلدانا وقارات بأكملها بصفتها 'أوكاراً للقذارة' ويصبح بالتالى سكانها بأكملهم وهم ليسوا من البيض غير مرحب بهم".

وفى السياق ذاته، انتقدت مؤسسة الأزهر الشريف التصريحات فى بيان لها، إذ قالت: "مثل هذه التصريحات لا يليق صدورها عن رئيس دولة متحضرة كما أنها تمثل تنكرًا لما تفخر به الولايات المتحدة الأميركية من أنها أمة من المهاجرين"، داعية الإدارة الأمريكية إلى الاعتذار عن "هذا الخطأ الفادح".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز