البث المباشر الراديو 9090
عهد التميمى
مازالت قضية الفلسطينية عهد التميمى المتهمة بضرب جنديين إسرائيليين تتصدر الإعلام الغربى، وتناول محاكمتها بين من يرى فيها أيقونة جديدة للمقاومة الفلسطينية ومن يرى فيها فتاة محرضة على العنف.

الإعلام الغربى عكس إلى حد كبير النقاش الذى هز المجتمعين الفلسطينى والإسرائيلى بشأن التميمى، فالبطبع رأى الفلسطينيون فى التميمى أيقونة جديدة للمقاومة، وفى المقابل، فقد اعتبرت الكثير من الأصوات اليمينية الإسرائيلية أن قوات الأمن بدت ضعيفة بعدم الرد على صفعات عهد، فى حين قال الجيش الإسرائيلى إنه تعامل بمهنية وتحلى بضبط النفس فى تعامله مع الفتاة الفلسطينية.

وقالت صحيفة "زوددويتشه تسايتونج" الألمانية على هذا قائلة إن قضية التميمى تظهر كيف يتصارع الفلسطينيون والإسرائيليون على تأويل الصورة الإعلامية وتسويقها للرأى العام العالمى.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية قالت إن إسرائيل تواجه خطر تحويل عهد إلى "جان دارك الفلسطينية"، أما موقع تلفزيون"ntv" الألمانى أشار إلى فيديو نشرته عهد تدعو فيه الفلسطينيين بأن "يقوم كل واحد منهم بشىء ما لتحرير فلسطين، إما عن طريق الطعن بالسكين أو عمليات انتحارية أو الرمى بالحجارة".

وقالت صحيفة "زوددويتشه تسايتونج": "فتاة فى مواجهة جندى، تركيبة لا يمكنها إلا إثارة العواطف من الجانبين"، كما نقلت قناة "فرانس 24" عن عضو فى جمعية فرنسية متضامنة مع الفلسطينيين قولها: "هذه الفتاة الشابة الشقراء ذات العيون الزرقاء بدون حجاب لا تتطابق مع الصورة التى لدينا عن الفلسطينيين، وبالتالى فإن إمكانية أن يتأثر بها الغربيون كبيرة جدا".

وقالت أيضا صحيفة "تاجستسايتونج" الألمانية: "ليس غريبا أن لا يعرف الأطفال كعهد إلا وجها واحدا للحقيقة، وليس هناك مجال للشك أن الأطفال فى الضفة الغربية يكبرون فى ظروف خاصة، إذ عليهم اجتياز المعابر العسكرية والدخول فى مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلى والمستوطنين".

قضية عهد التميمى ليست استثناء فى طريقة تناول الإعلام الغربى لموضوع الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، فمن جهة هناك تنديد بالاستيطان وبسياسة الحكومة الإسرائيلية عموما بشأن عدم احترام القانون الدولى، ولكن الغعلام الغربى أيضا يرفض "أعمال العنف" من الفلسطينيين، وويرى أن هذا سيؤجج الصراع ولن يساعد الفلسطينيين فى الحصول على حقوقهم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز