دونالد ترامب
مع مرور عام على وجود ترامب فى منصبه، أوضحت رايت فى مقالتها بصحيفة "نيويوركر" الأمريكية، أن سياسته الخارجية الطموحة فى "المنطقة الأكثر تقلبا فى العالم" منهارة، لافتة إلى تورطه فى التزامات عسكرية طويلة الأجل للمحافظة على مكاسبها العسكرية، علاوة على رفض الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى كرس مسيرته السياسية فى صنع السلام مع إسرائيل، حتى رؤية بنس.
ونوهت إلى أن عملية السلام العربية الإسرائيلية تدهورت، الشهر الماضى، باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وتعهده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب.
4 أهداف فى الشرق الأوسط
وأشارت إلى أن ترامب كان له 4 أهداف فى الشرق الأوسط حينما تولى منصبه، بدءا بتنشيط عملية السلام، وإنهاء الحرب ضد داعش التى بدأها سلفه فى عام 2014، والثالث هو التحقق من نفوذ إيران فى المنطقة والحصول على تنازلات جديدة بشأن برنامجها النووى، والرابع تعميق الدعم لزعماء عرب.
ومن جانبه، ذكر بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط فى واشنطن وابن وزير خارجية لبنانى سابق، أن سياسة ترامب فى بعض المناطق تسير على ما يرام. فالحرب على داعش، التى بدأت خلال فترة ولاية أوباما نجحت بشكل كبير، ولكن فى بعض المناطق تسير بشكل مروع، بما فى ذلك عملية السلام، التى تعتبر الأسوأ.
المشكلة الحقيقة
وأوضح أن "المشكلة الحقيقية" هى أنه بعد وجوده فى البيت الأبيض، مازال من غير الواضح من ما هى الإدارة، إذ لم توحد عملية صنع القرار فيها، فمن المسؤول؟ هل يتحدث وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون عن الحكومة الأمريكية؟ هل كبير مستشارى ترامب، جاريد كوشنر؟ مشيرا إلى أن الكثير ممن فى الشرق الأوسط يشعرون بالذهول.
وبحسب سالم، فإن ترامب موقفه متقلب ولا يمكن التنبؤ به، فقد يغير موقفه فى أى لحظة على عكس نظيره الروسى فلاديمير بوتين.
تكلفة النصر فى سوريا
ووفقًا للمقال، لا تقتصر الأسئلة المتعلقة بإدارة ترامب على الشرق الأوسط، إذ أظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة "جالوب" أن الرفض العالمى للقيادة الأمريكية قد سجل رقما قياسيا فى عام 2017، ومن المفارقات أن أعلى نسبة من عدم الموافقة على إدارة ترامب، 83%، كانت فى النرويج، البلد الذى ذكره ترامب مؤخرا معتبره مصدرا مفضلا للمهاجرين.
ورغم الانتصار الذى قالت الإدارة الأمريكية إنها حققته على داعش فى سوريا، لفتت رايت إلى أن هذا النصر كانت له كُلفة تتمثل فى مشاركة عسكرية مفتوحة فى سوريا، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عزمها إبقاء نحو ألفى جندى فى سوريا لاجتثاث بقايا داعش لضمان الاستقرار فى البلاد التى مزقها الحرب والمساعدة فى عملية الانتقال السياسى.