البث المباشر الراديو 9090
شباب الإخوان
"شؤون سرية.. تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الرايكالى" كتاب يستند إلى الوثائق الرسمية البريطانية التى رُفعت عنها السرية، ولا سيما وثائق الخارجية والمخابرات، والذى فضح تواطؤ الحكومة البريطانية مع المتطرفين فى دول مختلفة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

وفى الوقت الذى تتهم فيه جماعة الإخوان الإرهابية القوى بالمدنية بالتحالف مع الغرب، كشف مؤلف الكتاب الصحفى مارك كورتيس، تآمر بريطانيا مع الجماعة ودعمها لتحقيق مصالحها فى مواجهة قوى التحرر الوطنى أو اليسار فى العالم لا سيما منطقة الشرق الأوسط، أو عمليات التمويل التى قامت بها لندن لهذه الجماعات والتى بلغت أحيانا مليارات الدولارات.

وجاء فى الكتاب، أن الحرب العالمية الثانية شهدت استمرار نمو جماعة الإخوان المسلمين، التى نشأت تحت قيادة حسن البنا فى حركة جماهيرية إسلامية، إلى أن أصبحت أكبر مجتمع إسلامى فى مصر، وأنشأت فروعا لها فى السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا.

وأشار الكاتب إلى أنه بهدف إقامة دولة إسلامية تحت شعار "القرآن هو دستورنا"، عرضت جماعة الإخوان المسلمين بديلا دينيا للحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية فى مصر والشرق الأوسط، وأصبحا التحديين الرئيسيين لسلطة بريطانيا وواشنطن فى المنطقة.

وأوضح أن بريطانيا اعتبرت أن مصر هى محور تمركزها فى الشرق الأوسط منذ إعلانها "الحماية" على البلاد فى بداية الحرب العالمية الأولى، وهيمنت الشركات البريطانية على الاستثمار الأجنبى والحياة التجارية للبلاد.

وفى حين أن القاعدة العسكرية البريطانية فى منطقة قناة السويس أصبحت الأكبر فى العالم قبل الحرب العالمية الثانية، لكن الهيمنة البريطانية للبلاد كانت تواجه تحديا متزايدا سواء من قبل الحركة القومية المتنامية أو القوى الدينية لجماعة الإخوان المسلمين، فى حين كان حليف لندن النهائى فى البلاد حاكمها الملك فاروق الذى تولى العرش فى عام 1936.

وبحسب الكتاب، دعت جماعة الإخوان إلى الجهاد ضد اليهود فى الثورة العربية 1936 فى فلسطين، وأرسل المتطوعون هناك بعد نداء من المفتى، وساعدها ضباط ألمان فى بناء جناحها العسكرى، واعتبرت المنظمة البريطانيين مستعمرين ظالمين فى مصر، وحرضت ضد الاحتلال العسكرى البريطانى للبلاد، خصوصا بعد ثورة فلسطين.

وخلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، كانت الاستراتيجية البريطانية تجاه الإخوان فى مصر تتضمن محاولات لقمعها، ولكن فى هذه المرة جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت متحالفة مع اليمين السياسى، تمتعت أيضا برعاية الملكية المصرية المؤيدة لبريطانيا، التى كانت قد بدأت فى تمويل الإخوان فى عام 1940، إذ رأى الملك فاروق الإخوان كقوة مضادة مفيدة ضد سلطة الحزب السياسى الرئيسى فى البلاد، حزب الوفد العلمانى القومى والشيوعيين.

وأشار تقرير استخبارى بريطانى عام 1942 إلى أن القصر بدأ فى النظر إلى الإخوان باعتبارهم مفيدين ودعمهم، وخلال هذا الوقت، قامت العديد من الجمعيات الإسلامية فى مصر برعاية السلطات لمعارضة منافسيها أو تعزيز مصالح البريطانية، أو القصر أو المجموعات المؤثرة الأخرى.

ولفت المؤلف إلى أن أول اتصال مباشر معروف بين المسؤولين البريطانيين والإخوان كان فى عام 1941، فى الوقت الذى اعتبرت فيه المخابرات البريطانية مخططات التنظيم الجماعى والتخريب ضد البريطانيين "أخطر خطر على الأمن العام" فى مصر.

وفى تلك السنة، سجن البنا من قبل السلطات المصرية التى تعمل تحت ضغط بريطانى، إلا أنه أطلق سراحه فى وقت لاحق من العام نفسه الذى اتصل به البريطانيون مع جماعة الإخوان المسلمين، ووفقا لبعض الروايات، عرض المسؤولون البريطانيون مساعدة المنظمة، لـ"شراء" دعمها.

ووفقًا للكتاب، تكثر النظريات حول ما إذا كان البنا قد رفض أو قبل عرض الدعم البريطاني، ولكن بالنظر إلى الهدوء النسبى للإخوان لبعض الوقت بعد هذه الفترة، فمن الممكن أن الجماعة قبلت المساعدة البريطانية.

وبحلول عام 1942 بدأت بريطانيا بالتأكيد بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، وفى 18 مايو، عقد مسؤولون فى السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصرى أمين عثمان باشا، نوقشت فيه العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وتم الاتفاق على عدد من النقاط.

من بين هذه النقاط أن "الدعم من حزب الوفد للإخوان المسلمين سيتم دفعه من قبل الحكومة المصرية وأن الأخيرة يمكنها طلب مساعدة مالية فى هذا الشأن من السفارة البريطانية، وأن الحكومة المصرية تزرع عملاء موثوقين بين الإخوان لمراقبة الأنشطة عن كثب، وستتيح للسفارة البريطانية الحصول على المعلومات التي يحصلون عليها من هؤلاء العملاء، كما ستزود بريطانيا الحكومة بالمعلومات التى تحصلها عليها من مصادر بريطانية.

واتفق الجانبان أيضا، بحسب الكتاب، على بذل جهد لخلق انشقاق في الحزب من خلال استغلال أى خلافات قد تحدث بين حسن البنا وأحمد السكرى، الشخص الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ الجماعة، كما سيسلم البريطانيون إلى الحكومة قائمة بأعضاء الإخوان الذين يعتبرونهم خطرين، ولكن لن يكون هناك أى تحرك عدواني ضد المنظمة.

وبدلا من ذلك، فإن الاستراتيجية التى اُتبعت هى "القتل عن طريق اللطف"، والسماح للبنا ببدء صحيفة ونشر مقالات "تدعم المبادئ الديمقراطية"، وهذه ستكون وسيلة جيدة، كما قال أحد الحاضرين، تساعد على تفتيت الإخوان.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز