البث المباشر الراديو 9090
الجولان
أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون للمرة الأولى الأسبوع الماضى ما قالته منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، عن أن الاقتصاد والبنية التحتية فى غزة يقفان على حافة الانهيار.

وبحسب موقع "counterpunch" فإنه قبل أكثر من 10 سنوات، شدد الجيش الإسرائيلى قبضته على غزة وفرض حصارا على البضائع القادمة من وإلى المنطقة الساحلية الصغيرة التى تركت الكثير من سكانها البالغ عددهم 2 مليون شخص عاطلين عن العمل، فضلا عن الفقر واليأس الذى.

سجن فى الهواء

ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل ثلاث هجمات عسكرية رئيسية منفصلة دمرت خلالها البنية التحتية فى غزة، وقتلت العديد من الأشخاص، وتركت عشرات الآلاف مشردين ومصابين وبلا مأوى.

واليوم حققت دولة الاحتلال أهدافها فى غزة بعد أن تركتها كالسجن فى الهواء الطلق، لكنها سجن مكتظ للغاية، إذ تدخلها ساعات قليلة فقط الكهرباء يوميا، ومياهها الجوفية مختلطة بمياه البحر والصرف الصحى، وهو ما أكده الصحفى الإسرائيلى المعارض للاحتلال جدعون ليفى فى تصريحات له فى ديسمبر الماضى.

المنطقة الآمنة

واليوم بعدما انتهت إسرائيل من مهامها فى تدمير غزة اتجهت لتوسع نفوذها فى سوريا، إذ تتحكم بشكل أعمق فى جنوب سوريا وهى المنطقة التى تسيطر عليها المعارضة، وفقا لمصادر متعددة فى المنطقة.

 وبعد محاولات فاشلة لضمان حماية مصالحها من قبل اللاعبين الرئيسيين فى الحرب المجاورة، تعمل إسرائيل على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "المنطقة الآمنة" فى محاولة لتوسيع منطقة عازلة تمتد من مرتفعات الجولان المحتلة حتى محافظتى القنيطرة ودرعا فى جنوب سوريا، ويمثل توسع المنطقة الآمنة خطوة نحو مشاركة إسرائيلية أعمق فى الحرب الأهلية السورية حسبما نشر موقع " theintercept".

وفى خطوة جدية لتنفيذ مشروعها وضعت إسرائيل الخطوط العريضة لخطة توسيع المنطقة الآمنة من خلال تحقيق استمر 30 يوما، اعتمد على معلومات من مصادر مختلفة، بما فى ذلك ناشطون معارضون سوريون على الأرض فى الجنوب، ومعارضون سوريون مقيمون فى الأردن، ومصادر حكومية سورية، ويبدو أن المنطقة الآمنة تهدف إلى إبقاء الجيش السورى وحلفائه الإيرانيين واللبنانيين بعيدين عن الحدود الإسرائيلية، فضلا عن توطيد سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.

حلم العودة

إسرائيل التى استولت على الجولان من سوريا فى حرب 1967، تعمل حاليا على توسيع منطقة عازلة وهو ما يجعل أى مفاوضات بشأن عودة الأراضى السورية أكثر صعوبة فى المستقبل، لأن مرتفعات الجولان ستكون محاطة من الجانبين بمناطق ذات نفوذ إسرائيلى كبير، لذلك فإنه خلال العامين الماضيين، بدأت إسرائيل فى بناء المرحلة الأولى من منطقة آمنة فى جنوب سوريا، وقد مكن المشروع الجيش الإسرائيلى، من خلال المنظمات الإنسانية والأفراد العسكريين، من الوصول إلى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة مقابل تقديم المعونة والعلاج الطبى داخل إسرائيل والسلع الأساسية.

ووفقا للمصادر، فإن المرحلة الثانية، التى يجرى تنفيذها حاليا، تشمل إنشاء حاجز براميل إسرائيلية يبلغ طوله 40 كيلومترا خارج هضبة الجولان، وقوة شرطة حدودية سورية مسلحة ومدربة من قبل إسرائيل، ومشاركة أكبر فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى مقاطعتين جنوبيتين، ويشمل توسيع المشروع أيضا تقديم مساعدات عسكرية إلى طائفة أوسع من الفصائل المعارضة فى كل من القنيطرة ودرعا.

الضربات العسكرية

وشنت إسرائيل العديد من الضربات على الأراضى السورية، التى غالبا ما يفهم أنها تبذل جهودا لإبقاء الأسلحة المتقدمة من أيدى المسلحين المعادين، مثل تلك الموجودة فى حزب الله اللبنانى، لكن المنطقة العازلة ومحاولة توسيعها يشكل استثمارا أعمق وأطول أجلا فى الحرب السورية، خصوصا أنه فى الصيف الماضى، أبلغت إسرائيل عن دعمها المتزايد لفصيل متمرد يسمى فرسان الجولان.

وفى وقت لاحق، أكد المتمردون فى تصريحات لصحيفة "وول ستريت" أن المدفوعات النقدية، التى ادعت إسرائيل أنها إنسانية بحتة، كانت تستخدم لدفع رواتب المقاتلين وشراء الأسلحة والذخائر.

قواعد عسكرية

واستكمالا لمخطاطتها فى المنطقة أطلق مشروع ترميم ضخم للقاعدتين اللتين أقيمتا بعد عام 1967، وهما قاعدتا الفران وصنوبر، واللتان تحولتا مع الوقت إلى قاعدتى تدريب للقوات الإسرائيلية، لكن أصبحتا مهملتان ولا تلائمان التدريب، لذلك شيد الجيش مساكن حديثة للجنود وأقام مركزا للياقة البدنية ونصب كاميرات حراسة فى القاعدتين الحديثتين، وتحوى القاعدتين كذلك منطقة للتدريب على الحرب فى الأماكن المسكونة، كما اتخذ الجيش قرارا بأن تقوم جهات مدنية بصيانة المكان.

وأعلن الجيش أنه ينوى ترميم قواعد عسكرية أخرى فى هضبة الجولان، مثل قاعدة الرام قرب بحيرة طبريا، وقاعدة شغور فى وسط الهضبة وقاعدة أخرى بالقرب من المطلة، وقاعدة كيلاع شمال الهضبة فى ما يبدو قرارا لتعزيز الحضور العسكرى الإسرائيلى فى الهضبة.

تأمين الحدود

وعلى مدى الصيف الماضى، بدأ مسؤولو الجيش الإسرائيلى والمخابرات بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المنطقة الآمنة، وبدأوا بتدريب وتجهيز قوة من حوالى 500 مقاتل من المعارضة السورية "الجماعة المتمردة السورية"، وفرسان الجولان، كقوة شرطة حدودية، ويقول مصدر فى المعارضة السورية فى المنطقة، إن مصادر قوات حرس الحدود، المسؤولة عن الحدود بين المنطقة الآمنة ومرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل، ستراقب المنطقة وتقدم تقاريرها إلى الإسرائيليين، ومن المتوقع أن تقوم قوات الحدود بدوريات فى السور الفاصل من جنوب بلدة الدروز المتحالفة مع الحكومة التى تسيطر عليها المعارضة من خلال جباتا خشاب وبئر عجم، والحمدية والقنيطرة التى تسيطر عليها المعارضة، ثم تمر فى النهاية الى رافد فى جنوب محافظة القنيطرة.

ويقول أبو أحمد، وهو اسم مستعار للناشط المعارض فى جاباتا خشاب، الذى رفض الافصاح عن اسمه الحقيقى بسبب حساسية المسألة إن مدينة جاباتا خشاب هى نفس المدينة التى يقيم فيها فرسان الجولان، وحذر من أن المشروع الإسرائيلى مشروع كامل، حيث إنهم يسكبون المال والوقت لتحقيق ذلك، إذ تم تزويدهم بالبنادق الأمريكية الهجومية "M16s" التى يستخدمها الإسرائيليون، مضيفا أنه لدرى فرسان الجولان قاعدة عسكرية لا تبعد أكثر من بضع مئات من الأمتار عن الحدود فى الأراضى الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما يجعل من السهل نسبيا على الأفراد الإسرائيليين الوصول إليها.

ويقول أبو أحمد أن بعض السكان المحليين ليسوا سعداء بهذا التطور، إذ يخشى أن تكون نشاطات إسرائيل على حساب سوريا والسوريين مشيرا إلى احتلال إسرائيل لجنوب لبنان منذ 22 عاما، وهو ما تفعله إسرائيل الآن فى المنطقة، ويمثل خطرا حقيقيا فى المستقبل.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز