البث المباشر الراديو 9090
قوات تركية بمنطقة عفرين
اهتمت وسائل الإعلام الروسية بعمليات القوات التركية فى شمال سوريا عموما، وفى عفرين على وجه الخصوص، موضحة الأسباب التى دعت موسكو لعدم معارضة أنقرة فى سوريا.

كما تعرَّضت وسائل الإعلام الروسية إلى اتهامات الأكراد روسيا بالخيانة والاعتماد على الولايات المتحدة كحليف يمكنه أن يساعدهم فى تحقيق حلمهم بإقامة دولة كردية.

ورأت صحيفة "فزجلياد" أن موسكو عرضت على الأكراد الحد الأقصى الذى يمكن أن يحصلوا عليه، وذلك فى إشارة إلى الحكم الذاتى فى إطار الدولة السورية. وكانت موسكو مستعدة للتوسط فى ذلك مع نظام بشار الأسد، بل وحتى مع أنقرة. لكن الأكراد فضلوا "طائرا أمريكيا فى السماء على عصفور روسى فى اليد"، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركى المتوقع. ورأت الصحيفة أن موسكو لم توقف الأتراك، ليس فقط لأنها لا تستطيع فعل ذلك عمليا. إنما لأن هذه العملية سوف تؤدى إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا.

وأوجزت الصحيفة الروسية فوائد روسيا من العمليات العسكرية التركية فى سوريا، بأن هذه العمليات تلغى "أوهام" الأكراد حول إمكانية إنشاء كردستان سورية. وقد اقترح وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون بالفعل تشكيل "منطقة أمنية" عمقها 30 كيلومترا، قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم مع تركيا وجها لوجه فى شمال سوريا. وهذا يعنى أن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست بصدد مغادرة هذا الجزء من سوريا، فهى مضطرة، فى الواقع، للتخلى عن خطط إنشاء جيش كردى كبير حليف لها هناك. وهذه خطوة أخرى تسهل إخراج الولايات المتحدة من سوريا.

كما رأت الصحيفة أن العملية التركية تدفع الأكراد السوريين للتفاوض مع دمشق. فـ "التهديد التركى" المستمر سيجبرهم على البحث عن مكانهم فى سوريا. وسيفعلون ذلك لأن دمشق وموسكو يمكنهما الحصول على ضمانات أمنية من الأتراك، لكن وجود الأتراك المستقل لن يحميهم. وبالتالى، ستكون عملية إعادة بناء سوريا الموحدة سهلة.

الفائدة الثالثة التى توصَّلَت إليها الصحيفة، تشير إلى أن أنقرة توافقت مسبقا على عملية عفرين مع موسكو، وهو ما يعزز التفاعل الروسى- التركى. وبالنظر إلى مدى فائدة التنسيق السياسى بين البلدين، فإن الرهان هنا مرتفع جدا. غير أن الصحيفة اشترطت لكل ذلك أن لا تتحول عملية "غصن الزيتون" العسكرية التركية فى سوريا إلى حرب كردية - تركية شاملة وطويلة الأمد.

وذهبت صحيفة "برافدا رو" إلى الكشف عن اتفاقات بوتين وأردوغان، وأسباب صمت روسيا عن العمليات العسكرية التركية فى سوريا. وأكدت أن موافقة روسيا على عدم اعتراض ضربات تركيا الجوية على عفرين تأتى فى إطار مقايضة تقضى بعدم قيام الطيران الروسى اعتراض الطيران التركى فى عفرين مقابل عدم معارضة القوات التركية عمليات روسيا فى جنوب إدلب، وأن لا يتم إفشال محادثات سوتشى، وأن لا ينهار مثلث "روسيا- تركيا- إيران"، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن "عفرين ليست الولايات المتحدة، ولكنها منطقة نفوذ روسية".

وفى الوقت نفسه قالت الصحيفة إن أردوغان لن يهدأ له بال، حتى لو تراجع الأكراد إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات. إذ أن عفرين تابعة لحلب، التى هى الهدف التالى لتركيا. وأوضحت بأن "أردوغان يحلم باستعادة الأراضى التى فقدتها تركيا في اتفاق لوزان فى العام 1921. بالإضافة إلى حلب، إنها تلك الأراضى السورية التى تحتلها تركيا اليوم".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز