
أحد شوارع لبنان
وقال الكاتب والباحث والصحفى والأديب الأردنى الأمريكى، فى مقال له نشرته جريدة "البناء": "فى لبنان بتنا أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة تتمثل بمقتل عشرات النساء، ففى الأشهر الماضية سجّل مقتل خمس نساء بصورة متتالية، لتنضمّ هذه النسوة إلى قافلة من الضحايا اللواتى لقين حتفهنّ نتيجة تقصير الدولة اللبنانية فى حماية حقوقهنّ، وتأمين الأمن الاجتماعى لهن، واللافت فى الأمر، طريقة تنفيذ هذه الجرائم الشنيعة".
وأشار إلى أن الأمر يضرب حقوق الإنسان بشكل أساسى، ويستهدف القواعد الأساسية للعيش المشترك فى المجتمع الحديث، مضيفًا: "فى الأسبوع الماضى، أقدم أحد الأزواج على طعن زوجته بالسكين ومن ثم دفنها فى اليوم التالى فى منطقة بعيدة جدا، ومنذ بضعة أيام هدّد أحد الأزواج زوجته بتركها تنزف حتى الموت وعدم نقلها إلى المستشفى، فى حال قامت بإبلاغ الأجهزة الأمنية أنه هو الذى قام بطعنها مرات عديدة".
روايات الجانى
وغالبا ما تُبرز روايات الجانى، بحسب وصف الكاتب فى مقاله، سلسلة من الافتراءات بحق المرأة المغدورة، أبرزها تتعلّق بالشرف والظروف الاجتماعية، وغالباً ما لا تستطيع المجنى عليها الدفاع عن نفسها، لكونها تكون قد أصبحت فى عداد الأموات.
تابع: "المستغرب حقيقة، هو حجم ومن ثم تطوى صفحتها خلال ثوان معدودة، أما الرأى العام فبدوره غائب عن متابعة هذه القضايا الجنائية الخطيرة، أو بأكثر الأحوال لا يوليها قدرا فعلياً من الاهتمام، الأمر الذى من شأنه أن يمهد الطريق لضحايا نسائية جديدة".
وأكد عرب، فى مقاله، أن المرأة فى الغالب تتعرض للاضطهاد، بسبب عدم وجود منظومة أمنية فاعلة، قادرة على الحدّ من الاعتداءات عليها، فقد تبين فى ظلّ كلّ هذا الكمّ من الضحايا النسائية، أن النسوة اللواتى قتلن كن قد تعرّضن فى السابق لسلسلة من الانتهاكات الإنسانية المتكررة بحقهن، وبأنهنّ لم يجدن من يؤمّن لهنّ الحماية اللازمة.
وتشير إحصائية بعنوان "واقع المرأة فى لبنان بالأرقام" أعدتها مديرة عام إدارة الإحصاء المركزى بلبنان، الدكتورة مرال توتليان غيدانيان، إلى أن المرأة فى تشكل فى لبنان نصف المجتمع، إلا أن مشاركتها فًى الحٌياة الاقتصادٌية لاتتعدى 23%، على الرغم من التحاقها بالتعلم.
