البث المباشر الراديو 9090
كتاب نار وغضب
أشعل كتاب "نار وغضب" الجدل فى الولايات المتحدة، إذ يتحدث عن مشاكل عقلية تمنع رئيسها من الاستمرار فى منصبه، وكواليس شخصية من داخل البيت الأبيض.

ولم يتوقف الكتاب عند هذا الحد، فقد اتخذت منافسته السابقة فى انتخابات الرئاسة، هيلارى كلينتون، الكتاب سلاحا ضده، وظهرت فى فيديو هزلى وهى تقرأ الكتاب، فى أثناء حفل توزيع جوائز جرامى.

وربما يكون الناشرون، استغلوا الأمر لترويج الكتاب، وبالفعل جنوا ثروة كبيرة من ورائه، فقد باع قرابة 28500 نسخة فى الأسبوع الأول، من إصداره، وعلى الرغم من حديث الصحف الأمريكية عن تقاضى الكاتب أكثر من مليون دولار، والناشر أكثر من 17 مليون دولار، إلا أن ما يظهر أن هناك من استغلوا "غضب ونار" أيضا لتفريغ غضبهم تجاه ترامب.

فقد ظهر فى حفل "جرامى" أيضا مشاهير سار على طريق كلينتون فى استغلال الكتاب لانتقاد ترامب، بينهم شير وسنوب دوج، وبعض المشاهير الآخرين، كما أن شركة "إنديفر كونتنت" فى هوليوود اشترت حقوق الكتاب لتحويله إلى مسلسل تلفزيونى.

وأشار مايكل وولف، إلى أن كتابه سيسجل نهاية لعهد ترامب، وسيقضى على الملياردير الأمريكى إعلاميا وسياسيا.

محتوى خادع لم يتناول ترامب بل نقل حكايات عنه

وعلى خلاف ما يعتقد البعض فى كثرة المعلومات وسلاسة الحكى ومتانة السرد، إلا أن أكثر النقاد يعتبرون "نار وغضب" عند تقيمه ككتاب، ليس أكثر من سجل للثرثرة والنميمة المنقولة عن فلان عن فلان من دون أسانيد أو توثيق، ما يجعله كتابًا بلا جدوى.

بل وصف كثير من النقاد الكتاب بأنه لا يتحدث عن ترامب فى الحقيقة، بل ينقل حكايات وآراء، ولا يتناول شخصية الرجل بالتحليل والنقد مثل الكتابات المعروفة، وهو ما أكده مايكل وولف، فى مقابلة مع "إن بى سى"، بأنه لم يكتب هذا المُؤلَف وإنما نقل لآراء أعضاء من الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض.

ويقول الكاتب الأمريكى حميد دباشى، فى مقال نشرته صحيفة الحياة، إنه أضاع ساعة من وقته فى تصفح هذا الخداع، ويضيف على صفحته على موقع "فيسبوك"، أنه باستثناء بعض التفاصيل المثيرة للأحاسيس، لا يقدّم موضوع الكتاب شيئًا ملموسًا إلى الحقائق المعروفة، والتى أُنهكت بحثًا طوال عام ترمب الرئاسى الأول، بل يذهب أبعد من ذلك إلى القول إن الكتاب يشكل جزءًا من ثقافة الإنكار والإلهاء الرامية إلى تجاهل الواقع البسيط، وهو أن الديموقراطية الأميركية من قمتها إلى قاعدتها تشكل خطرًا على هذا الكوكب".

"رد الفعل الترامبى"

وقال ترامب أكثر من مرة تعليقا على الكتاب بأنه ملىء بالأكاذيب، ومحرف ملئ بالتلفيقات، ووصف كاتبه بالمجنون الكاذب، على الرغم من أنه أجرى فحصا وتحاليل عبر الطبيب الخاص بالبيت الأبيض، لإثبات سلامة قواه العقلية، ولتكذيب ما جاء فى الكتاب من أنه غير متزن ويخطئ فى النطق كثيرا ولا يعرف أحيانا أقرب الناس إليه ولديه اضطراب طفيف.

وكذب البيت الأبيض ما جاء فى الكتاب، فى بيان رسمى أيضًا، وصفه بـ"نسج من الخيال، يحتوى على أكاذيب خطها كاتب مغمور فاشل"

كما أن أسرة ترامب أيضا علقت على الأمر، فقد نقلت صحف عن صديقات لميلانيا بأنها لا تعير ما ينشر أو يقال بشكل سلبى عن زوجها اهتماما، وقال ابن ترامب تعليقا على فيديو كلينتون فى الجرامى: "، بحسب "بى بى سى".

مقتطفات من نار وغضب

ومن أبرز ما جاء فى الكتاب المثير للجدل، أن ترامب تشاجر مع زوجته ميلانيا يوم أداء اليمين، وأنها بكت فى أول يوم فى البيت الأبيض، وأن ترامب كان غاضبًا من مقاطعة مشاهير لحفل تنصيبه، ووجد البيت الأبيض مزعجًا ومخيفًا بعض الشئ، كما استعرض الكتاب مسألة طموح إيفانكا فى أن تصبح "أول رئيسة أمريكية"، وكيف كانت تسخر من تسريحة شعر والده.

وعلى الرغم من ثرائه، إلا أنه رفض التبرع بالمال لحملته الانتخابية، فكان أقصى ما قدمه هو قرض قيمته 10 ملايين دولار بعدما تلقى تعهدا باسترداد المبلغ فور أن تتمكن الحملة من جمعه عن طريق التبرعات.

كما ينقل الكتاب اقتباسات من مساعدين لترامب، بمن فيهم ستيف بانون يعربون فيها عن شكوك جدية عن أهلية ترامب لمهام الرئاسة، بالإضافة لأسرار حول حملة ترامب الانتخابية والفوضى داخل إدارته.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز