عهد التميمى
يقول جوناثان فى قصيدته إن عهد التميمى، وآن فرانك، كانتا ضحية لممارسات عدوانية "سواء كانت سياسة وزير الجيش إفيجدور ليبرمان، أو حتى هتلر" فكلتهما دافعتا من أجل الحرية.
حملة تحريض
وزیر الجیش الإسرائيلى أفيجدور لیبرمان هاجم قصيدة الشاعر جوناثان جيفين قائلا إنه أخل بمبدأ حریة التعبیر، وأمر بعدم إذاعة قصائده على إعلام الجیش، والأكثر من ذلك أنه أصدر قراراً عسكریا بمنع عائلة عهد التميمى من السفر، والعمل والزيارات، وصادر التصاریح، وعاقب كل جھة تدعمھا أو تساندھا ولو إعلامیاً، وقاد حملات التحریض الشرسة بحقھا على المستوى السیاسى والإعلامى.
ضحايا المحرقة
يبدو أن معاناة الطفلة الفلسطينية كانت تشبه إلى حد كبير معاناة الطفلة الیھودیة "آن فرانك" التى ذكرھا الشاعر جوناثان جيفين فحسب الرواية الإسرائيلية، ولدت يوم 12 یونیو فى مدینة فرانكفورت بألمانيا فى العام 1929، وكانت واحدة من بین أكثر من ملیون طفل یھودى من الذین ماتوا فى المحرقة، فلم تشفع لھا طفولتھا من أن تعيش حياة مهددة خائفة ومشردة.
الإبادة النازیة
وأثناء الملاحقة والخوف من الموت ومن معسكرات الإبادة النازیة كتبت فرانك سيرة حياتها الذاتية، إذ فرت العائلة إلى أمستردام فى ھولندا عام 1933، واحتل الألمان أمستردام فى مایو 1940، وفى یولیو 1942 بدأت السلطات الألمانیة ومعاونیھا الھولندیین بتجمیع الیھود من جمیع أنحاء ھولندا، فاختبأت آن فرانك فى إحدى الشقق السریة لمدة عامين فى شقة سریة، ولكن الشرطة السریة الألمانیة اكتشفت مخبأهم فاعتقلوها وعائلتها وتم ترحیلھا على متن قطار إلى معسكرات الإبادة فى "أوشفیتز" وقتلت فى العام 1945.
عنصریة الاحتلال
ممارسات الاحتلال هذه تعد الشاهد الأبرز على عنصریة "إسرائيل"، وعلى كذبة الحریات فى واحة الديمقراطية التى تتغنى بھا دولة الاحتلال، إذ نجد أن الطفلة الفلسطينية عھد التمیمى تعیش السجن بظروفه وقسوته وانتهاكاته وحرمانه واكتظاظه وبرده وممارسات سجانه، فقد اعتقلت نتيجة تحريض المتطرفين، والمحاكم التى وجھت لھا لائحة اتھام مكونة من 12 تھمة باطلة.
عهد التميمى ناضلت من أجل الحریة والاستقلال وجلاء الاحتلال، وعانت من قسوة وممارسة الجنود الإسرائيليين بحقھا وحق شعبھا وعائلتھا، وعانت من التعذیب النفسى، والجسدى فى أقبية التحقيق والزنازين، حیث الرعب والإرهاب، والبرد وقلة النوم وقسوة السجان، والعرض على المحاكم العسكریة الردعیة وغیر ذلك من ممارسات.
أبطال فلسطين
يقول جوناثان جيفين فى حديث لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية "أردت أن أظهر أنه مثلما نحن مشغولون بإنشاء أبطال وطنيين، من جوزيف ترومبيلدور إلى موشيه ديان، أردت أن أساعد الفلسطينيين فى صنع أبطالهم، حتى وإن كان هذا الشىء سيضرنى شخصيا" مضيفا "أعتذر لعهد من كل قلبى عن ممارسات الاحتلال بحقها وبحق شعبها".
قصيدة البطولة
ويقول جيفين فى قصيدته
عهد بنت 17 عملت عملا فظيعًا
عندما تطاول عليها جندى إسرائيلى واقتحم منزلها صفعته
صفعة تعنى ولدت فى هذا البيت
صفعة تعنى خمسون عاما من الاحتلال والإذلال
وفى اليوم الذى تُروى فيه قصة الصراع
عهد التميمى، ذات الشعر الأشقر مثلها
مثل داود الذى صفع جالوت
صفعة كانت على جبين جان دارك، حانه سنيش وآن فرانك
