مؤتمر الدول المناحة
وخلال مؤتمر الدول المناحة الذى عقد أمس الأربعاء فى بروكسل طرحت إسرائيل خطة بقيمة بليون دولار لتخفيف الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، لكنها تطلب من المجتمع الدولى تمويل الخطة لإعمار القطاع من خلال بناء مشاريع البنية التحتية، ومحطات تحلية المياه وخطوط الكهرباء وخطوط أنابيب الغاز، فضلا عن تطوير حديقة إيريز الصناعية على الحدود الإسرائيلية مع غزة.
خطة الإعمار
وتقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الخطة التى عرضها وزير التعاون الإقليمى تزاتشى هانجبى، وممثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتطلب تمويلا دوليا، مقابل أن تتعهد حكومة الاحتلال بالمساعدة ببناء مرافق وبنى تحتية، محطة لتحلية المياه، وتركيب خط ضغط عالى جديد يضاعف كمية الكهرباء التى تزودها إسرائيل للقطاع، ومد أنبوب غاز من إسرائيل إلى غزة، وإقامة منشأة لتكرير مياه الصرف الصحى، ومكب للنفايات، فضلا عن تطوير المنطقة الصناعية فى شمال قطاع غزة، التى عادة يسيطر عليها الاقتصاد الإسرائيلى.
وكان هانيجبى قد التقى مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موغيرينى، وقال لها إن إسرائيل تريد نجاح المؤتمر، وأنها تعمل بطرق عديدة على مساعدة سكان غزة.
الدعم الأمريكى
وقالت موغيرينى إنه قد حان الوقت لتبدأ القيادة الفلسطينية فى النظر إلى رفاهية الفلسطينيين العاديين والعودة الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، خصوصا أن الاحتلال مستعد لتقديم التكنولوجيا والدعم الفنى لهذه المشاريع، ولكن ليس تمويلها.
وفى أعقاب اجتماع للدول المانحة للفلسطينيين فى بروكسل، لمناقشة قرار الإدارة الأمريكية وقف المساعدات للفلسطينيين، قالت موغيرينى إنها مرحلة صعبة، مطالبة الولايات المتحدة بالانخراط مجددا فى عملية السلام، بعد أن قررت واشنطن تجميد 65 مليون دولار مخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" وذلك بعد موجة الاحتجاج التى رافقت قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
فيما دعت وزيرة الخارجية النرويجية اين اريكسن سورييد، التى ترأس حاليا منتدى الدول المانحة، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موغيرينى إلى عقد اجتماع طارىء فى بروكسل الشهر المقبل، ردا على التهديدات الأمريكية بتخفيض المساعدات المقدمة للفلسطينيين، وللخروج من المأزق فى أسرع وقت، فى ظل عملية المصالحة بين فتح وحماس.
انقاذ القطاع
وجاء الاجتماع الطارئ للدول المانحة للفلسطينيين فى ظل انتشار تقارير إسرائيلية تعرض الأوضاع الكارثية فى قطاع غزة، منها انخفاض عدد الشاحنات التى تدخل غزة من إسرائيل إلى النصف تقريبا خلال الأشهر القليلة الماضية إذ وصل عدد الشاحنات لـ 400 شاحنة يوميا، بسبب تراجع القوة الشرائية لدى سكان غزة.
وحذر كبار مسؤولى الدفاع مؤخرا من انهيار "كامل" لاقتصاد غزة، وخصوصا البنية التحتية إذ أن حوالى 95 % من المياه فى غزة غير صالحة للشرب، ومئات آلاف الامتار المكعبة من مياه المجارى تتدفق يوميا الى البحر المتوسط وتصل الى شواطئ مناطق 1948، ويحذر الخبراء من انتشار الامراض المعدية، ونسبة البطالة فى القطاع التى تقترب من 50 % والنسبة الأكبر منها بين الشباب.