كيماوى سوريا
جاءت هذه الأنباء على خلفية تلاسن غير مسبوق واتهامات متبَادَلَة بين روسيا والدول الغربية.
ورأى مراقبون أن هناك أمورًا غريبة تجرى فى سوريا بخصوص لجنة التحقيق فى قضية كيماوى دوما، وخاصة بعد تحميل موسكو الضربات الغربية مسؤولية عرقلة عمل الخبراء، وتصريحات نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف بعدم توفر موافقة من اللجنة الأمنية فى الأمم المتحدة لدخول الخبراء إلى دوما، وأنها هى العائق الفعلى.
ولاحظ الخبراء وجود تناقضات وتضاربات فى المعلومات والأنباء حول مواجهات فى دوما، إذ نشرت وكالة أنباء "تاس" الروسية خبرا عن مراسلها، أكد فيه اشتباكات بين مسلحين معارضين والحرس الجمهورى والقوات الخاصة (التابعة لقوات النمر).
وقال: إن "المواجهات تدور فى حى الرحمن بدوما"، لكن وسائل إعلام روسية قريبة من الكرملين سارعت على لسان مراسليها أيضًا إلى نفى مواجهات هناك، دون أن يوضح أى من الخبرين حقيقة بقاء مجموعات من المعارضة فى المنطقة.
من جانبها، نفت موسكو الاتهامات البريطانية بعرقلة روسيا دخول خبراء منظمه حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم فى مدينة دوما السورية فى ريف دمشق.
وقال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف "استثنى ذلك تمامًا، هذه اختلاقات أخرى من نظرائنا البريطانيين".
وأشار ريابكوف إلى أنه تأكد من عدم صحة هذه الاتهامات شخصيًا، واتضح أن سبب تعثر انطلاق البعثة إلى دوما، يعود إلى غياب موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة على توجه الخبراء إلى هناك.
وأضاف أن الأعمال المسلحة غير القانونية وغير المشروعة التى قامت بها بريطانيا مع مجموعة من الدول الأخرى فى وقت متأخر من فجر السبت الماضى، حالت دون حل هذه المسألة بشكل عاجل".
كما لفت إلى أن اتهامات لندن لروسيا تتماشى مع نمط لندن بالحديث فى إلقاء اللوم فى كل شيء على موسكو، وإسناد بعض الممارسات لروسيا، لا تمت لها بأى صلة.
وقالت ممثلية روسيا الدائمة فى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: إن "الولايات المتحدة تحاول تقويض دور بعثة المنظمة فى سوريا"، مؤكدًا أن روسيا لن تتدخل فى عمل خبراء المنظمة.
وأوضحت الممثلية بأن الولايات المتحدة تحاول تقويض مصداقية بعثة تقصى الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قبل وصولها إلى مدينة دوما السورية"، مشددة على أن روسيا تؤكد من جديد التزامها بضمان أمن البعثة وأنها لن تتدخل فى عملها.
وحسب تقرير لوكالة أنبآء "رويترز"، فقد وصل مفتشو المنظمة إلى دمشق يوم الجمعة وكانوا يعتزمون التوجه إلى دوما التى تقع على مشارف العاصمة اليوم الاثنين، لكن وفد بريطانيا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قال: إن "روسيا وسوريا لم تسمحا بعد للمفتشين بدخول دوما".
وصرح السفير البريطانى للمنظمة بيتر ويلسون فى لاهاى، بأن الأمم المتحدة سمحت للمفتشين بالذهاب، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دوما، لأن سوريا وروسيا لم تتمكنا من ضمان سلامتهم.
وذكر مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كينيث وورد، اليوم الاثنين، أن روسيا ربما أفسدت موقع الهجوم الذى وقع فى السابع من أبريل.
وقال المبعوث الأمريكى: "لقد تأخر هذا المجلس كثيرا فى إدانة النظام السورى على ممارسته حكم الإرهاب الكيماوى، والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة".
وفى خط موازٍ للخلافات والتناقضات حول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تستعد واشنطن لزيادة الضغط على روسيا بحزمة من العقوبات الاقتصادية الجديدة، إضافة إلى أن الاتحاد الأوروبى هدد أيضًا بإجراءات مماثلة ضد موسكو.
وأكد البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أنه يبحث فرض عقوبات إضافية على روسيا فى أعقاب هجوم بسلاح كيماوى فى سوريا، لكنه لم يتخذ قرارا بعد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز فى بيان رسمى: إننا "ندرس عقوبات إضافية على روسيا وسنتخذ قرارنا فى المستقبل القريب".