بوتين وترامب
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن ترامب بحث الخطة مع مستشاريه للأمن القومى، وأخبرهم بأنه غاضب من الإعلان الرسمى عن العقوبات، لأنه لا يشعر بالارتياح لتطبيقها.
ووفقا لمصادر الصحيفة، فقد نوقشت العقوبات الاقتصادية على نحو جاد بين المسؤولين، إلى جانب مزيد من الإجراءات ضد موسكو، لكن "ترامب لم يعطِ تفويضا نهائيا لتنفيذها".
وأشار خبراء إلى أن الإدارة الأمريكية "لَوَّحت بتلك العقوبات لاختبار مدى رد فعل موسكو"، التى أظهرت غضبا شديدا واستعدادا للرد على الحزمة الجديدة، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات لكى لا تؤثر ردود فعلها على الاقتصاد الروسى كافة.
ألمح الخبراء إلى أن واشنطن أدركت مدى تضرر موسكو من العقوبات الأخيرة، التى أثرت بشكل جدى على الأسواق المالية الروسية وكبريات الشركات والعملة المحلية فى البلاد.
وفى نفس السياق، رأت تقارير غربية أن الإدارة الأمريكية تتبع نهجا جديدا مع روسيا، إذ أنها سرَّبت معلومات إلى وسائل الإعلام بأن الخطة تأجلت، ما يعنى أن أمام موسكو فرصة جديدة لإدراك أنها ليست اللاعب الوحيد فى سوريا كما كانت تتصور، خاصة بعد الضربة الثلاثية التى وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى بعض المواقع التابعة لنظام بشار الأسد، من دون إلحاق أى خسائر فى الأرواح، والتشديد على أن الضربة غير موجهة لإسقاط نظام بشار الأسد.
وأعربت التقارير عن ثقتها بأن واشنطن أجلت إعلان العقوبات التى كان من المقرر إعلانها، يوم الإثنين، لكى تفهم موسكو الرسالة وتكف، بحسب التقارير، عن الاعتقاد بأنها حلت محل الولايات المتحدة فى المنطقة، أو يمكنها التصرف فى سوريا كما تريد.
المثير أن عملية تأجيل خطة فرض العقوبات الجديدة جاءت بعد ساعات من إعلان سفيرة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، نيكى هيلى، فرض عقوبات إضافية على موسكو بسبب دعم الأخيرة لنظام بشار الأسد.
وفى الوقت نفسه، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مايزال يرغب فى عقد اجتماع مع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، لكن لا توجد خطط على المدى القصير لمثل هذا اللقاء.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن "الرئيس (ترامب) لا يزال يريد التحدث معه (مع بوتين).. وهو (ترامب) يعتقد أنه سيكون من الأفضل للعالم أن تكون لديهما علاقات جيدة.. لكن هذا يعتمد على إجراءات روسيا".