
سيرجى لافروف
وأكدت زاخاروفا، أن لافروف ودى ميسورا سيناقشان الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية على الأراضى السورية، قائلة "اللقاء سيتناول بحثًا مفصلًا وشاملًا لحالة التسوية السورية وآفاقها، فى ظل التصرفات العدوانية للولايات المتحدة والدول التى نفذت هذه العملية غير القانونية ضد دمشق".
من جانبه، أعلن مكتب المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا، أن دى ميستورا سيقوم بجولة دبلوماسية يجتمع خلالها مع أبرز الأطراف المؤثرة فى مجريات الأزمة السورية.
كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يعقد دى ميستورا اجتماعات مع عددٍ من الوزراء الأوروبيين وممثلين رفيعين عن الولايات المتحدة وغيرهم من المسؤولين خلال مؤتمر مزمع فى بروكسل يومى 24 و25 أبريل الجارى.
وتأتى جولة المبعوث الأممى إلى تركيا وروسيا وإيران بعد ضربة صاروخية وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مواقع تابعة للنظام بهدف تقويض قدراته العسكرية والكيميائية، أعقبتها مطالبات دولية بتحريك التسوية السياسية وإحياء مباحثات جنيف كصيغة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة.
ورأى مراقبون أن هذه الجولة مهمة للوقوف على رؤى الدول المتورطة فى سوريا، لا سيما بعد الضربة الثلاثية لمواقع تابعة لبشار الأسد، ووصول رسالة إلى روسيا، مفادها بأن موسكو ليست وحدها فى سوريا، وأنها مطالبة بتعاون بنّاء مع الأطراف الدولية الأخرى من أجل تفادى التصعيد.
وأشارت مصادر روسية، إلى أن موسكو تطمح لتسليم دى ميستورا قائمة بأعضاء لجنة الدستور السورى المحتملين، حسب ترتيبات الجانب الروسى، غير أن مراقبين أعربوا عن اعتقادهم بأن الوقت غير مناسب لهذه الخطوة الروسية فى ظل التحولات الجذرية القائمة، ورجَّحوا أن تكون جولة دى ميستورا مقتصرة على تفادى التصعيد من جهة، والتمهيد لجولة جديدة من مباحثات جنيف من جهة أخرى، لا سيما بعد تغيير موازين القوى فى الأزمة السورية بعد الضربات الصاروخية التى تلقاها النظام.
وفى الشأن نفسه، أكدت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لا تسعى للمواجهة مع روسيا فى سوريا، إلا أنها مستعدة لاستخدام القوة حال تطلب الوضع ذلك.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشؤون أوروبا وأوراسيا ويس ميتشيل: "إننا لا نسعى للمواجهة، لكن لا شك فى أن قواتنا المسلحة ستستخدم قوة فى نطاق متكافئ وضرورى للدفاع عن نفسها خلال مشاركتها فى العمليات ضد تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين".
واعتبر ميتشيل، فى بيانه، أن روسيا لا تشارك أى أهداف إستراتيجية للولايات المتحدة على الأرض السورية، متهمًا موسكو بأنها تسعى بالدرجة الأولى للحفاظ على وجودها فى سوريا للاستفادة منها كموطئ قدم لتعزيز تأثيرها على تطورات الأحداث اللاحقة فى سوريا نفسها وكذلك فى العراق وكل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال ميتشل، فى جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية فى الكونجرس: "من الصعب أن نرى كيف يمكن لروسيا مشاطرة أى أهداف إستراتيجية أمريكية فى سوريا، إن موسكو تعلن عن الرغبة فى هزيمة داعش، ولكنها توجه قنابلها ضد من يقاتل النظام، وحتى المدنيين، وتقول إنها تريد سوريا مستقرة، ولكنها تدمر عملية جنيف عبر توجهات معينة، مثل عملية أستانا، إذ كانت موسكو تملى جدول الأعمال، وهذا ما ساهم بشكل فعال فى انتشار النفوذ الإيرانى فى سوريا وفى المنطقة بأسرها".
وأضاف المسؤول الأمريكى: "نحن نصر على أن تكون روسيا مشاركا بناء فى هذه العملية وتعمل على إجلاس الأسد إلى طاولة الحوار، وحتى الآن تتجاهل روسيا هذه الدعوات وتقوض عملية جنيف".
وشدد ميتشل: "نحن ندعم قنوات منع نشوب النزاع، من أجل تجنب التصادم فى مجال قتالى صعب تضيق حدوده، وهذه الجهود تسمح بتقليل خطر الخطأ أو سوء الفهم".
