ندوة بجنيف تناقش الأوضاع فى ليبيا
وأشار بسيونى، فى الندوة التى عقدتها مؤسستى حقوقيات وملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان على هامش اجتماعات الدورة 39 للمجلس الدولى لحقوق الإنسان فى مدينة جنيف، إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من تفاقم التنافس بين هذه التنظيمات على تهريب الوقود والاتجار فى البشر، وتنامى ظاهرة احتجاز تلك التنظيمات للمدنيين بهدف مبادلتهم بشحنات وقود صادرها تنظيم منافس، مرجعًا السبب فى تنامى الانتهاكات إلى إفلات تلك التنظيمات من العقاب.
وألمح مدير تحرير موقع "مبتدا"، إلى وجود استراتيجية تنفذها دولة قطر لدعم تلك التنظيمات واستغلالها للتدخل فى الشأن الليبى واستمرار حالة الانقسام الوطنى بدعمها لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية فى ليبيا، وهو ما أدى إلى استمرار تدهور الأوضاع الانسانية والحقوقية وتهديد دول الجوار وتحديدًا مصر.
وأوضح بسيونى، أن دولة قطر حولت ليبيا مركزا لإيواء وتدريب الإرهابيين، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لأمن مصر وجنوب أوروبا، كما تعمل قطر على إعادة فرض الإخوان كطرف سياسى وليس فصيل إرهابى، لافتًا إلى قيام قطر بدور السمسار فى نقل وإعادة تشغيل العناصر الإرهابية من وإلى خارج ليبيا.
ومن جانبه، قال سراج شعبان، محامى أهالى ضحايا مدينة تاورغاء الليبية، إن المدينة تشهد مأساة إنسانية منذ عام 2011، ولكن المأساة الأكبر هى الصمت المتعمد من المنظمات الدولية والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان التى لم تتحمس للدفاع عن سكان "تاورغاء" رغم توثيق حالات انتهاك بحق سكانها ممثلة فى تهجير قسرى لهم وانتهاك حقوق أطفالهم فى العيش الكريم والتعليم والصحة وكذا انتهاك حقهم فى حمايتهم من التعذيب والقتل والحبس دون وجه حق على يد ميليشيات مسلحه مدعومة من قطر.
وأضاف شعبان خلال الكلمة التى ألقاها نيابة عنه سعيد عبد الحافظ، رئيس مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان فى الندوة قائلًا: "نحن لا نريد سوى إعادة أهالى تاورغاء إلى ديارهم وممارسة حقوقهم المشروعة التى كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية" مطالبًا المجتمع الدولى بملاحقة قطر وإجبارها على عدم التدخل وتقديم الدعم اللوجيستى للميليشيات المسلحة" .
وقال سعيد عبد الحافظ إن المؤسسة كانت تتمنى حضور السيد سراج شعبان أحد أهالى "تاورغاء" والذى يتبنى توصيل صوت الضحايا إلى المنظمات الدولية والمجتمع الدولى، ليقوم بنفسه بعرض المأساة التى يعانيها سكان تاورغاء من شيوخ ونساء وأطفال.
وأكد الكاتب الصحفى مجدى حلمى أن قضية حقوق الإنسان فى ليبيا ملف مسكوت عنه دوليا رغم أن هذه البلد تشهد يوميًا أبشع الانتهاكات التى تتم بصورة ممنهجة من كل أطراف الصراع هناك والضحايا هم من المدنيين.
وأشار حلمى إلى أن المجتمع الدولى وخصوصًا أوروبا لا تهتم إلا بقضية الهجرة غير الشرعية أما انتهاكات حقوق الإنسان للمواطن والمقيمين على الأراضى الليبية لأنهم أحد، مؤكدًا أن الصراع فى ليبيا تجاوز حدود الصراع الداخلى، ولكن أصبح يهدد دول الجوار الليبى وحوض المتوسط ويجب على المجتمع المدنى أن يضع حد لهذا الوضع فى ليبيا قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية كبرى.