هجوم استهدف ناقلة نفط
وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى نسختها الإلكترونية أن هذه الجهود تأتى تزامنًا مع نشر الولايات المتحدة لقطات مراقبة لقارب دورية زعمت تبعيته للحرس الثورى الإيرانى، مع رجال يبدو أنهم يزيلون لغمًا مغناطيسيًا عن هيكل إحدى السفن.
ونقلت عن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شاناهان، قوله إن بلاده تتطلع إلى "بناء إجماع دولى على هذه المشكلة الدولية" يوم الجمعة.
وأضاف شاناهان، أن الهجوم ليس "شأنا أمريكيا" فحسب إذ أن العديد من البلدان الأخرى تسير سفنا فى المياه.
وقال "عندما تنظر إلى الوضع، هناك سفن نرويجية ويابانية وسعودية وإماراتية"، فى إشارة إلى الهجمات قبل بضعة أسابيع.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 3.4% بعد الهجوم، الذى وقع فى مضيق هرمز، وهى قناة شحن حيوية لإمدادات النفط الدولية، وقفز التأمين على مشغلى السفن فى المنطقة بنسبة 10%.
كما أشارت إلى استخدام المملكة العربية السعودية، وهى واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط فى العالم، للمضيق، حيث قال وزير الطاقة السعودى خالد الفالح أمس السبت "يجب أن يكون هناك استجابة سريعة وحاسمة للتهديد" لتأمين إمدادات الطاقة الخليجية وثقة المستهلك، وفقًا لتغريدة من الوزارة.
كما ردد هذه الرسالة وزير الصناعة اليابانى هيروشيغ سيكو، الذى قال إن الوزراء اتفقوا على الحاجة إلى "العمل معًا للتعامل مع الأحداث الأخيرة من وجهة نظر أمن الطاقة".
ونشر الجيش الأمريكى فيديو الخميس الماضى، قائلا إنه أظهر أن الحرس الثورى الإيرانى كان وراء الانفجارات التى ألحقت الأذى بـ"فرونت ألتير" النرويجية و"كوكوكا كاريدجس" المملوكة لليابان.
وأشارت "الجارديان" إلى انضمام المملكة المتحدة رسميًا إلى الولايات المتحدة فى اتهام إيران بارتكاب الهجوم مساء الجمعة، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية قائلًا "من المؤكد تقريبًا أن فرعًا من الجيش الإيرانى، فيلق الحرس الثورى الإسلامى هاجم ناقلتين فى 13 يونيو، وهو لا يمكن أن يكون أى ممثل دولة أو جهة أخرى مسؤولًا عن الحادث".
وتابع البيان: "هناك سابقة حديثة لهجمات إيران على ناقلات النفط، وخلص التحقيق الذى أجرته الإمارات فى هجوم 12 مايو على أربع ناقلات نفط بالقرب من ميناء الفجيرة إلى أنه تم إجراؤه بواسطة ممثل دولة متطور، نحن واثقون من أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم".
ولفتت إلى أنه رغم أن دونالد ترامب زعم أن الهجمات "تحمل بصمة إيران بالكامل"، إلا أن رؤساء دول آخرين كانوا أكثر حذرًا فى توجيه اللوم.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى إجراء تحقيق مستقل، وقال: "من المهم جدًا معرفة الحقيقة ومن المهم جدًا توضيح المسؤوليات، من الواضح أنه لا يمكن القيام بذلك إلا إذا كان هناك كيان مستقل يتحقق من هذه الحقائق".
وقال وزير الخارجية الألمانى، إن مقطع الفيديو الذى نشرته القيادة المركزية الأمريكية "ليس كافيًا" لإجراء تقييم.
فى الوقت نفسه، دعت عدة قوى عالمية إلى بذل جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات، بما فى ذلك الصين وروسيا، اللتان تربطهما علاقات أوثق بإيران، ودعا الاتحاد الأوروبى إلى "أقصى درجات ضبط النفس".
فى غضون ذلك، نفت إيران مسؤوليتها عن الهجوم، حيث قال السفير الإيرانى لدى المملكة المتحدة، حامد بايدى نجاد، إن المزاعم كانت مثل "الافتراءات الزائفة خلال الحرب العالمية الأولى وحرب فيتنام وحرب العراق، والتى صممت للتحريض على التدخلات العسكرية والصراعات المسلحة فى أنحاء مختلفة من العالم".
الجدير بالذكر، أن هذا الهجوم جاء فى الوقت الذى زار فيه رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى إيران فى محاولة للتوسط فى محادثات جديدة حول اتفاق نووى، كما أن إحدى السفن التى هوجمت كانت يابانية.
كما تحتجز إيران غالبية الطاقم الروسى للسفينة الأخرى، وهى فرونت ألتير النرويجية.