البث المباشر الراديو 9090
جانب من الندوة
قال الدكتور مشعل بن فهم السلمى، رئيس البرلمان العربى إننا نقف اليوم أمام مرحلة دقيقة من تاريخ أمتنا العربية، تستوجب التحرر من التبعية الطائفية والمذهبية والفكرية للدول الإقليمية والتى وصل تدخلها السافر فى الشؤون العربية لدرجة غير مسبوقة، من خلال الاحتلال المباشر للأراضى العربية وفرض سياساتها ومواقفها وتوجهاتها الفكرية والطائفية على الدول والمجتمعات العربية.

أوضح رئيس البرلمان العربى أن المشروع العربى غاب فى مقابل تنامى المشاريع العدوانية للدول الإقليمية والأجنبية، لذلك فإننا بحاجة ماسة إلى مشروع عربى يصون الثوابت العربية ويدافع عن السيادة العربية ويحافظ على الأمن القومى العربى ويتصدى للتدخلات الإقليمية والأجنبية فى الشؤون العربية. ولعل أحد أهم تجليات المشروع العربى بلورة استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافى العربى.

جاء ذلك خلال كلمته بندوة "نحو بناء استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافى " التى ينظمها البرلمان العربى اليوم، بحضور السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأشار رئيس البرلمان العربى إن تنظيم هذه الندوة يأتى استشعارا لمسؤوليتنا كممثلين عن الشعب العربى، وإدراكا منا للتحديات الجسيمة التى تواجه أمتنا العربية، والمستجدات الخطيرة التى تستدعى وجود استراتيجية عربية موحدة للتصدى للمطامع الاستعمارية والأعمال العدوانية للدول الإقليمية، والتى وصلت إلى دعم وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضرب منشآت اقتصادية حيوية داخل الدول العربية وسفن تجارية مدنية فى المياه الإقليمية للدول العربية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية، وتنامى الإرهاب والتطرف العنيف وتمدد الجماعات الإرهابية وتكوين الميليشيات المسلحة داخل الدول العربية والتى فاق خطرها كل حد، وتداعيات كل ذلك على الأمن القومى العربى ووحدة المجتمعات العربية.

جانب من الندوة

 وأضاف أن عقد البرلمان العربى لهذه الندوة الهامة يأتى كأحد أهم توصيات الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات، التى أعدها البرلمان العربى من خلال نخبة من القيادات العربية رفيعة المستوى وناقشها واعتمدها فى جلسة البرلمان العربى التى انعقدت فى شهر فبراير الماضى، وذلك فى إطار استكمال مبادراته للتصدى للقضايا الاستراتيجية والكبرى للأمة العربية، ومواجهة المطامع الاستعمارية والمشاريع العدوانية والتهديدات الإقليمية، باستراتيجيات عربية متكاملة، توحد المواقف والجهود العربية، وتقف سداً منيعاً لإفشال مشاريع التخريب والتدمير والفتنة التى تستهدف نشر الفوضى وغياب الأمن داخل الدول العربية وإذكاء نار الخلافات البينية بين الدول العربية وبين أبناء المجتمع الواحد.

 وأكد الدكتور مشعل بن فهم السلمى أن البرلمان العربى يهدف من تنظيم هذه الندوة الهامة التى يشارك فيها نخبة عربية بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وحضور رؤساء لجان الشؤون السياسية والعلاقات الدولية فى المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء أقسام العلوم السياسية فى عدد من الجامعات العربية، وتقديم أوراق عمل ورؤى، لبلورة الأسس والأهداف والأحكام للاستراتيجية العربية للتعامل مع دول الجوار الجغرافى، من أجل بناء موقف عربى موحد للتعامل مع دول الجوار الجغرافى.

وأشار رئيس البرلمان العربى إلى أن التطورات الأمنية الخطيرة التى شهدتها منطقة الخليج العربى مؤخراً، والتى تمثلت فى القيام بعمليات إرهابية استهدفت محطتى ضخ نفط فى المملكة العربية السعودية بهدف تهديد إمدادات الطاقة العالمية والتأثير على أسعارها، واستهداف سفن تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة وخليج عُمان لتعطيل طرق الملاحة الدولية فى خليج عُمان والخليج العربي، والتى استدعت عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية بمكة المكرمة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تستوجب موقف عربى ودولى حازم للتصدى للأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية المدعومة من بعض الدول الإقليمية ومحاسبتها وتجريمها طبقاً للقانون الدولى.

 وأوضح الدكتور مشعل السلمى إلى أن هذه التطورات تؤكد أهمية وجود استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات الخطيرة من دول الجوار الجغرافي، هدفها حفظ أوطاننا، والتصدى للتدخلات الخارجية والإقليمية فى شؤوننا العربية، وصيانة أمننا القومى العربى الذى هو كلٌ لا يتجزأ من المحيط إلى الخليج، وتقديم الحلول الناجعة بما يضمن عدم السماح بالتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية والمساس بسيادتها واستهداف أمنها والتعرض لمصالحها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز