انطلاق تصويت المصريين بالداخل فى الانتخابات الرئاسية

البث المباشر الراديو 9090
أحمد أبو الغيط
شارك أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، فى الاجتماع الوزارى لمجموعة دعم لبنان، عبر الفيديو كونفرنس.

وأكد أبو الغيط أن الحفاظ على هذا الزخم الدولى المساند للبنان، والذى تولد بعد انفجار مرفأ بيروت فى 4 أغسطس، يُعد أمرًا حيويًا فى المرحلة المقبلة.

وأشار فى كلمته إلى أنه من المهم أيضا أن تتحول هذه الموجة العارمة من التعاطف مع لبنان إلى خطط ملموسة، سواء للمُساعدة العاجلة أو التعافى طويل الأجل. 

وإلى نص الكلمة:

معالى السيد/ أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة

معالى السيد/ إيف لودريان وزير خارجية فرنسا

أود بداية أن أتوجه بالشكر للأمم المتحدة ولفرنسا على رعاية هذا المؤتمر الهام.. إن الحفاظ على هذا الزخم الدولى المساند للبنان، والذى تولد بعد انفجار مرفأ بيروت فى 4 أغسطس، يُعد أمرا حيويا فى المرحلة المقبلة.

من المهم أيضا أن تتحول هذه الموجة العارمة من التعاطف مع لبنان إلى خطط ملموسة، سواء للمُساعدة العاجلة أو التعافى طويل الأجل، وبما يسمح بانتشال هذا البلد من أزمته الحالية.

لقد رأينا أن بعض الاحتياجات العاجلة تم تلبيتها على نحو مناسب، بفضل مساعدات كريمة من الدول المانحة ومن عدد من المنظمات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة.. على أن الأزمة المركبة التى يعيشها لبنان، والتى يظل انفجار المرفأ أحد أوجهها.

هذه الأزمة تتطلب التزاما طويل الأجل بالمساعدة فى مجالات لها علاقة وثيقة باستقرار هذا البلد وتعافيه.

أشير هنا على نحو خاص إلى الإصلاحات المطلوبة فى المنازل التى تعرضت لدمار جزئى أو كلى، وكذا فى المبانى العامة والمرافق، خاصة المدارس والمستشفيات، وكلها مجالات تحتاج إلى مساعدات من نوعيات مختلفة، لكى تستعيد العاصمة اللبنانية فى وقت قصير الحياة الطبيعية والبهاء المعهود عنها.

لقد وظفت الجامعة العربية، منذ اليوم الأول، كافة إمكانياتها ومنظماتها المتخصصة ومؤسسات التمويل العاملة فى الإطار العربى، من أجل تقييم الخسائر وتقديم المساعدات فى القطاعات التى يحتاجها اللبنانيون.

وفى الاجتماع الوزارى الأخير للمجلس الاقتصادى والاجتماعى للجامعة تم تبنى بند مُفصّل حول سبل تقديم الدعم للجمهورية اللبنانية اقتصادياً واجتماعيا، لتمكينها من التغلب على تداعيات كارثة انفجار المرفأ.

إن اللبنانيين يُقدرون حالة التعاطف والإسناد الدولى، إذ طالما شكلت العلاقات مع العالم الخارجى ركنا أساسيا فى شخصية الوطن والمواطن اللبنانى.. على أن لبنان يعرف أيضا أن عليه أن يُساعد نفسه أولا، لكى يخرج من هذه الأزمة المركبة والعميقة.

لقد عبر اللبنانيون بصوتٍ واضح عن مطالبهم، قبل انفجار المرفأ وبعده .. إنهم يريدون إصلاحات حقيقية تمس أوضاعهم المعيشية التى تدهورت بصورة غير مسبوقة، وبخاصة ما يتعلق بتقديم الخدمات كالكهرباء وغيرها.

ما يطالبون به هو الشفافية فى الاقتصاد والسياسة.. والكرة الآن فى ملعب النخبة السياسية.. إن هذه النخبة مطالبة بالتوصل سريعا إلى التوافق المطلوب، من أجل أن تخرج إلى النور حكومة تلبى طموحات اللبنانيين وتكون على مستوى توقعاتهم وآمالهم.

إننا جميعا نعرف الإصلاحات المطلوبة والمأمولة، ولكن الأمر يتطلب إرادة سياسة حقيقية وعزما راسخا على تحقيق إصلاحات شاملة وليست جزئية أو تجميلية.

السيدات والسادة .. إن حياد لبنان يظل – من وجهة نظر الجامعة العربية- مبدأً مهماً وجوهرياً لاستقرار هذا البلد وازدهاره .. ونتطلع إلى انتبناه الحكومة الجديدة .. كتوجه وسياسة تصون لبنان من النيران المشتعلة حوله.

إن شرارةً بسيطة قد يكون من شأنها إشعال حريق كبير فى بلدٍ يعيش على توازنات نُدرك جميعاً مدى دقتها وتعقيدها .. ولا يرغب أحدٌ فى رؤية المزيد من الحرائق فى لبنان.

إن "النأى بالنفس" عن التجاذبات الإقليمية فيه حماية للبنان، فلا ينبغى أن يكون هذا البلد الصغير مسرحاً لصراعات إقليمية، أو ساحة لتصفية حسابات لا تأخذ الشعب اللبنانى فى الاعتبار، وإنما تهدف إلى تحقيقِ أجنداتٍ تتجاوز لبنان وتُعرضه للخطر وتُوتِّر علاقاتِه مع أصدقائه.

لقد استطاع لبنان، البلدُ المؤسس فى الجامعة العربية منذ نشأتها، أن يتجاوز محناً وعثرات.. محافظاً على شخصيته الفريدة، وانفتاحه الفذ على الآخرين..

وإننى أدعوكم جميعاً أن تظلوا إلى جوار لبنان وألا تتخلوا عنه.. وندعو قادة لبنان وسياسييه أن يكونوا عند مستوى تطلعات شبعهم العظيم.. شكرا لكم.



تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار