البث المباشر الراديو 9090
يسرى الفخرانى‎
صنع محمد صلاح فى مصر، صنع فى نفس المسافات والظروف التى نمر بها كل يوم ونلعنها ونسخر منها ونسخط عليها.

سار على الأشواك والمسامير والزجاج المكسور الذى يملأ الطريق إلى كل هدف محتمل فى بلدى، ورزقه الله بعشرات من أولاد الحلال الذين قالوا له عن حلمه ماينفعش وقالوا عن موهبته إنها مجرد كابوس، الذين صدموه والذين ظلموه، قابل نفس الوجوه التى لا تعرف كيف تحب نفسها.. وطبعا لا يمكنها أن تهدى أى طاقة حب لغيرها. قابل الذين نظروا فى ملامحه، فلم يجدوا سوى فلاح مصرى برىء، فنصحوه أن يعود للأرض يزرعها.

قصة حياة محمد صلاح مع صعوبة الحياة فى مصر وعدم قدرتنا على اكتشاف بريق المواهب.. قصة تتكرر كل يوم مع عشرات الموهوبين، إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا للمواهب سوى أن نقدم لهم مزيد من الإحباط واليأس، وجبة مكتملة من الهزيمة.

ليس فى ثقافتنا اليوم أن نفرح بموهبة إلا بعد أن نفقدها وتكسر مجال الجاذبية الأرضية للفشل، وقتها ننظر لها بإعجاب يضاعفه إحساسنا أن شخص منا قد نجح دون كل ما فى قاموسنا اليومى من أفكار للنجاح تدور حول نظرية المؤامرة.

نعترف.. نجح محمد صلاح بدوننا، دون أن نمنحه أى وصفة نجاح من التى نمارس بها قصتنا المملة مع الظروف الصعبة، نجح بجهده وصبره وصموده وصدقه وبساطته وموهبته.

من يريد أن ينجح.. ينجح، من يريد أن يغير عالمه.. يغير، من يريد أن يصبح قصة كبيرة منفردة.. يستطيع أن يفعل، الحظ لم يلعب دور بطولة فى حياة محمد صلاح، محمد صلاح هو الذى لعب دور البطولة فى حياة الحظ.

فاز محمد صلاح كأفضل لاعب إفريقى فى العالم (هكذا فهمت الجائزة)، وهذا تقدير مهم وكبير لشاب ما زال أمامه مشوار طويل ورائع، وقد احتفظت بعبارة منه قالها لكل أطفال الحياة: احلموا.. استمروا فى الحلم.

نعم احلموا..

كل طفل فى الحياة من حقه أن يحلم بحياة أفضل، بظروف صحية أفضل، بحياة هادئة وآمنة أفضل، ببيت أكثر دفئا، بماء نظيف ووجبة مكتملة وطفولة سعيدة.

أنا أدعم محمد صلاح لينشئ مؤسسة (احلموا) لكل أطفال العالم.. ويكفى صورته التى أصبحت أيقونة مصرية جميلة لكى يحقق لهذه المؤسسة أهدافها العظيمة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز