البث المباشر الراديو 9090
يسرى الفخرانى‎
من الأشياء المؤلمة أن يعيد لك الفيس بوك من الذاكرة عبارة منقولة من صفحة صديق.. لم يعد موجود بيننا. رحل وترك لنا صورًا وعبارات تطل من وقت إلى آخر وقد كتب عليها تاريخ نشرها القديم!

تبدو صفحات الراحلين مثل فيلم دون لوحة نهاية متوقعة، أغلب الصفحات كتب أصحابها كلمات عن الحب والأمل والحياة قبل رحيلهم بساعات أو دقائق ، دائما يفعلونها ثم يفاجئونك بخبر الانتقال إلى عالم آخر يطلون علينا من هناك.

مؤلم جدا أن يكون بينك وبين صديق حوار خفى فى الصندوق السرى للبريد، يطلب منك رجاء أو يذكرك بوعد قديم أو يتمنى لقاء فى موعد قريب، وغالبا ردودنا تكون خاطفة على قدر الرسالة القصيرة للغاية التى تعنى أن العمر طويل والفرص كثيرة فلماذا نتعجل التنفيذ؟

لا نتعلم، يختفى صاحب الرسالة، يترك خلفه عبارات حزينة تنعى غيابه المفاجئ.. لكننا ننسى بسرعة الدرس الذى جاء ليقوله لنا أن لا ننسى!

بعد سنوات سنتحول جميعا إلى صفحات تحمل أسمائنا صورنا ذكرياتنا ذاكرتنا.. لكنها من دوننا، لا يوجد من يدون عليها الأحداث والحوادث اليومية، سوف تصبح مثل غابة من الأشجار التى لا تجد من يقلم أوراقها أو يمنحها قطرات ماء قليلة لتحيا. كنا هنا منذ قليل.. نكتب خواطر أو أمنيات أو آراء أو رسائل إلى الحياة، الآن.. لم نعد نملك أن نضيف حرفًا إلى الصفحة أو نغير صورة شخصية تحمل ملامحنا.

كم هو محير أمر صفحات الفيس بوك حين تفقد من يعرف مفتاح الدخول إليها.. تصور هذا العالم الافتراضى حين يصبح صور وأسماء بلا كيبورد يكتب ويصحح ويملأ الصفحات بشخصيات أصحابها.

لا أعرف إن كانت الذاكرة التى تعيد لنا مقاطع من صفحات أصدقاء رحلوا تحمل لنا من الأسى ما يكفى للحزن.. أم أنها تحمل بهجة استثنائية نظن بها للحظات أنهم ما زالوا هنا.. هنا.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز