البث المباشر الراديو 9090
إسعاد يونس
تحدثت الإعلامية إسعاد يونس فى حلقة اليوم من برنامج "زى مبؤلك كده" المذاع على "الراديو9090" عن أهمية "البدء بالنفس".

وحكت يونس: "مرة السلطان قرر يتنكر ويتفقد أحوال البلاد والعباد، نزل الشوارع لف ودار وراح وجه، اطمن للى اطمنله، وقرر يغير اللى معجبوش، وبعد ما خلصت جولته رجع القصر، السلطان رجله ورمت من اللف طول النهار وبقى مش قادر يتحمل الألم، جاب الوزراء تانى يوم وقالهم أنا ناوى أكرر الجولة دى كتير بس مش هقدر أتحمل اللف دا كله، افرشوا شوارع المدينة كلها جلد والجلد يكون مريح للرجلين، مهرج السلطان قال بعد إذن مولانا ممكن اقترح اقتراح تانى، السلطان أذنله، فالمهرج قال بدل ما نفرش شوارع المدينة كلها جلد ممكن جلالتك تحط تحت رجلك جتة جلد ونربطها فى رجليك وتتنقل بيها زى مانت عايز، الخليفة عجبته الفكرة، أه والله زى ما بقولك كده، وشاف أن الفكرة دى أحسن كتير وقر تنفيذ الفكرة ولقاها مريحة جدا، بعدها الوزراء بدأو يحطوا حتة الجلد دى، بعدهم الموظفين، وبعدهم بشهور قليلة بقى عامة الناس ماشيين لابسين حاجة كدا فى رجليهم".

وتابعت: "الحكاية دى بيحكوها علشان يقولولنا إزاى الإنسان بدأ يلبس الأحذية، يمكن تكون حقيقة ويمكن لا ويمكن ليها أصل بس مبالغ فيه، أصلا دا مش مهم يعنى، المهم كمالة الحكاية، لما الناس كلها بقت بتلبس الأحذية، السطان جاب المهرج وقاله قولى يا بهلول جاتلك منين الفكرة دى".

زمان مهرج الخليفة مكنش بس بيضحكه، أو مكانتش دى أساسا المهمة الاولى بتاعته، لكنه كان بيقدم الحكمة للسلطان، ولو فى صورة كاريكتير أحيانا، فالمهرج قال للخليفة يا مولاى علشان تغير وضع ما مش لازم تغير العالم كله، ماحدش حتى لو لسلطان ذاته يقدر يغير الكون ولا ينقله للأحسن فى غمضة عين كدا.

وأضافت الإعلامية: "لكن الحكمة بتقول إيه؟؟ بتقول ابدأ بنفسك، أيوة الحكمة البسيطة دى أو اللى بقينا نشوفها بسيطة هى سر كل تغيير، إيه الأسهل! أنى أعدى على الناس واحد واحد وأوقله يتصرف إزاى ومايتصرفش إزاى، ولا أنى أتصرف كما ينبغى؟ مشكلات كتير أوى ممكن تتحل لو فكرنا زى المهرج الغلبان دا الحكيم دا العظيم دا".

واختتمت يونس قائلة: "تخيل لو كل واحد قرر يلتزم هو نفسه بقواعد المرور، مايمشيش عكس مهما كان الأمر حتى لو هيلف كيلو مثلا، ما يكسرش إشارة حتى لو الساعة 3 بليل، مايعديش السرعة المفروضة ومايكسرش على اللى جمبه ومايلزقش فى اللى قدامه، كل الحاجات اللى عارفين أيه الصح فيها وإيه الغلط، تخيل لو كل واحد قرر يتخلص من اللامؤاخذة الزبالة بتاعته بطريقة متحضرة وآدمية كدا ومايرميهاش فى الشارع أو يحدفها من المنور أو من البلكونة، قال يعنى هتطير فى الجو ماهى هتنزل فى الشارع يا ناصح، ويتصرف باعتبار الشارع دا بيته أو امتداد لبيته، تخيل لو كل واحد عمل التصرف السليم فى أسهل الأمور بلاش الحاجات الكبيرة المعقدة المكلكعة، واهتم بحالته هو وفكر فى نفسه هو قبل ما يفكر فى تعميم كل حاجة، يااااااه أنا عارفة أنه حلم بس وماله ما نحلم ثم إنى مش مصدقة أن بعد كل هذا التقدم والتطور والتحضر مش قادرين نوصل للى وصله مهرج فقير أو مؤلف قدير من آلاف السنين".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز