إسعاد يونس
وقالت يونس: "مباراة كرة القدم، مبارة عادية زى آلاف المباريات، فريق من انجلترا هو ليفربول وفريق أسابنى اسمه أشبيليه، فى بطولة أوربا للأندية، حسب معلوماتى المتواضعة الفريق الانجليزى ده أقوى من الفريق الأسبانى، كنت يوميها بتاعبع السوشيال ميديا، وشايفه الشباب وهم بيشجعوا، كتير منهم بيشجعوا ليفربول مش بس علشان أقوى، علشان ابننا صلاح هو نجمه الأساسى ومعبود الجماهير الانجليزية العريقة، وفجأة حصلت حاجه غريبة قوى خلتنى اهتم بالمباراة دى من زاوية تانية خالص، آه والله آه والنعمه زى مابؤلك كده، المباراة لحد نهاية الشوط الأول كانت مباراة عادية جدا، كان ليفربول سجل هدف واتنين وتلاته، وخلاص خلص الشوط، وده معناه أنه خلاص الماتش خلص يعنى، خصوصا أنه الفريق الإسبانى كان مستسلم تمامًا".
أضافت: "فى الشوط التانى الأمور اتبدلت للعكس، حتى جمهور ليفربول اللى مش جمهور ليفر بول بس بيتابعوه علشان يعنى خاطر صلاح، فجأة بقوا بيشجعوا الفريق الأسبانى، حاولت أفهم السبب ، لقيت إن الجمهور الإسبانى بيقاتلوا فى الملعب قتال الأبطال يعنى، شيء غريب، شيء أكتر بكتير من مجرد ماتش، كل لاعب فى الفريق كان بيقاتل فى كل فيمتو ثانيه وكأن الماتش ده يعنى متوقف عليه مصيره هو شخصياً، طول عمرى مبحبش استخدام ألفاظ الحرب فى الرياضه، وبنزعج جدا لما أقرا أو اسمع حد بيقول مباراة حياة أو موت أو حد بيستخدم كلمة الفريق الخصم، بفضل دايما كلمة المنافس، لأنه مفيش خصومه فى الرياضه يعنى، لكن الماتش ده تحديدا واضح أنه لعيبة الفريق الإسبانى كانو معتبرين الماتش حياه أو موت، قدروا لعيبة أشبيلية انهم يتعادلوا، ويسجلوا الهدف بعد الهدف، وكاننا فى فيلم سينما ومع كل هدف كانو بيروحوا للمدير الفنى يحضنوه كلهم بجنون يعنى".
تابعت يونس: "خلصت المباراة اللى حيرت كل المتابعين وفى المؤتمر الصحفى سألوا بيرزو المدير الفنى الأرجنتينى لفريق أشبيلية، شغيه اللى حصل، إيه اللى خلا اللعيبة تعمل المستوى الخرافى ده اللى عمرهم ما قدموه قبل كده، وصعب جدا يقدموه بعدها، الراجل غالب الدمعة اللى فى عينه وقالهم ولا حاجاه، بس قولتلهم الحقيقة، قولتلهم إن دى أخر مباراة ليا علشان اكتشفت النهاردة إصابتى بالسرطان، العبوا بقوة بقى علشانى، أنا مستحقش النهاية دى فى الملاعب، شىء أكتر من رائع، أكتر من مؤثر، ولا واحد من اللعيبه دول فكر أن المدرب ده خلاص ماشى، ومش هيكون سلطه من دلوقتى، فمش مهم بقى نركز مع المدير اللى جاى".
أضافت: "محدش فيهم فكر إنهم كده كده مش هيكسبوا البطولة فملوش لازمه بقى المجهود والتعب خصوصا أن المدير الفنى ده مش قادر يقود المباراة أو يوجه اللعيبه، محدش فيهم قال وأنا هستفيد إيه لما اجيب أخرى فى ماتش تحصيل حاصل يعنى، تحت إدارة شخص منتهى أصلا، محدش فيهم فكر غير فى حاجه واحده بس الإنسان بيريزو مش بصفته فى الفريق، لا صفته دلوقتى ولا صفته بعدين، الإنسان اللى هيبدأ مشواره فى مواجهة وحش كاسر محتاج أكبر قدر ممكن من التشجيع والراحة والإحساس إن القدرة البشرية ممكن تصنع المستحيل، اللعيبه دول ادوا درس كبير للعالم كله، أنه التعاطف مش بيكون بالكلام ومصمصة الشفايف، اعمل كل مافى وسعك، حتى لو كان رمزى، حتى لو كان انك تسجل هدف فى ماتش كورة أو حتى انك تساهم فى تسجيله، آه والله زى مابؤلكم كده".
