إسعاد يونس
وقالت: لا تعطنى السمكة، فقط علمنى الصيد، الجملة دى للأسف هريناها تريقة، وسخرية وكوميكسات ونكت وقلش وكل أنواع الحاجات، حتى فقدت معناها الجميل، والمهم، واللى ممكن يخلينا نوفر ملايين ومليارات الدولارات سنويا، آه والله زى ما بقولكم كده.
والعالم كله شغال بالمبدأ ده فى العمل الأهلى، اللى هو أنت تدور على المحتاج بدل ما تديله السمكة بتعلمه الصيد، ازاى؟، لما تكون فيه ست مثلا فلاحة غلبانة أرملة وبتربى أيتام، لو حبيت تساعدها هتديها فلوس؟ كام؟ ألف، ألفين، 5 ، 20، صرفتهم على ولادها واحتياجات الحياة فى شهر أو اتنين أو 3 أو 6، وبعدين خلصوا، هتدور عليها تانى؟ غالبا هتكون تاهت منك فى زحمة الحياة.
وأضافت: لكن لو جبتلها لمؤاخذة يعنى جاموسة، وياسلام لو الجاموسة دى عشار، حامل يعنى تبقى عملت إيه؟ بالظبط.. تبقى بدل ما تديها السمكة، علمتها الصيد، كده هيبقى عندها مصدر للرزق، تقدر هى بقى تشتغل بكرامة، وبناتج الجاموسة دى بقى تعمل ألبان وجبنة تقدر يبقى عندها دخل ممكن تصرفه، وممكن تستفيد بيه فى توسيع المشروع، وتشترى كتاكيت صغيرة وفراخ، هى بقى وقدرتها وشطارتها.
خبراء المجتمع المدنى والعمل الأهلى اللى بصحيح، بيسموا ده إيه "التنمية المستدامة"، ده بالظبط اللى بتعمله مؤسسة مصر الخير فى عدد كبير جدا من مشروعاتها، اللى هى منها مشروع الجاموسة العشار، قلتلك أنا عليها دى، هى اللى قلتلك فكرتها من شوية، أنت لحقت تنسى؟
واستطردت: فيه كمان مشروع صك الأضحية، اللى هما الناس المقتدرين اللى عاوزين يضحوا فى العيد الكبير، بس معندهمش الخبرة أو الوقت أو الظروف المناسبة، فبيشتروا صك الأضحية، وهنا المؤسسة بتشترى الضحية نفسها، وتديها لمستفيدين يشتغلوا عليها، يربوها ويعتنوا بيها، لحد ما ييجى العيد، وده فى حد ذاته مصدر دخل ليهم، ثم يدوا الناتج للأسر المحتاجة، يبقى كده فيه أطراف كتيرة جدا استفادت، خصوصا اللى اشتغل وخد خبرة فى شهور ما قبل العيد.
من المشروعات برضه اللى بتحقق الهدف ده، مشروع الصوب الزراعية، 4 صوبات لكل مزارع، فى 3 مجمعات زراعية، وكل الصوبات فى المجمع، بتتروى بمياه واحدة، والمزارعين بيزرعوا محصول واحد فى نفس الفترة، ده مش بس يساعد المزارعين دول على فرصة عمل كريمة، ولا بس بيحافظ على الزراعة، ولا بس بيزيد الإنتاج، لكن كمان بيضمن الزراعة بالطرق الحديثة، اللى أهم ميزة فيها إنها بتوفر المياه، آه لو تعلمون كم هذا الكلام مهم يا ولاد.
وقالت: نظم الرى الحديثة مهتمة جدا جدا بترشيد مياه الرى، أكيد إحنا مش محتاجين نقول أهمية المياه، خصوصا السنين اللى جاية دى، فتحوا عنيكو وبصوا للمستقبل وشوفوا الدنيا جاى فيها إيه، مش بس الأعمال الزراعية اللى بتشتغل عليها المؤسسة، فيه كمان المشروعات متناهية الصغر دى، اللى هى بتقوم على إمكانية بسيطة، بفلوس قليلة، لكن مع شغل الإنسان وجهده، بتدر دخل على الأقل ياسيدى يكفيه.
وللحرف والمهن اليدوية، فيه مشروع ريادة الأعمال، اللى بيخرج مهنيين للورش والمصانع، وعندك يا سيدى كمان مشروع التمكين الاقتصادى للمرأة، اللى هو بيشتغل على 1600 سيدة، اتأسستلهم شركات رسمية بأسمائهم، ومشروعات صغيرة تدر دخل، وغيره وغيره وغيره.
واختتمت حديثها قائلة: يااااااه، أما التنمية المستدامة دى طلعت مهمة بشكل، طب والله والله والله العظيم، أنا الود ودى، أكتب المثل بتاع السمكة والصيد ده، وأعلقه فى كل مكان على أرض مصر، والله العظيم زى ما بقولكم كده.