عمر الشريف
على الرغم من الإشادات الواسعة التي نالها أدائه وتوقعات النقاد والجمهور بفوزه، إلا أن الجائزة ذهبت لغيره. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الحدث؟
في وقت عرض فيلم "لورانس العرب"، حظى أداء عمر الشريف بإشادات واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، ووصلت هذه الإشادات إلى حد أن صحيفة "Los Angeles Times" وصفته بأنه "أكثر المرشحين شعبية"، حتى أن المراهنات كانت تميل لصالحه بشكل كبير، هذه الإشادات الواسعة كانت كفيلة بإثارة آمال الجماهير العربية والعالمية في فوز أول ممثل عربي بجائزة الأوسكار.
ولكن، وبشكل مفاجئ، بدأت تظهر حملة إعلامية ضد عمر الشريف مع اقتراب موعد حفل توزيع الجوائز، هذه الحملة، كما ذكر محرر مجلة الكواكب الذي كان متواجدا في أمريكا وقتها، شملت هجمات واسعة النطاق على الممثل المصري، مستغلة خلفيته العربية وارتباطه بالصراع العربي الإسرائيلي.
يبدو أن هذه الحملة الإعلامية لم تكن وليدة الصدفة، بل كانت مدفوعة بدوافع سياسية وتجارية؛ ففي ظل الحرب الباردة والتوترات السياسية بين الشرق والغرب، كان أي انتصار عربي في المحافل الدولية يمثل تحديا للمصالح الغربية، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مصالح تجارية كبيرة مرتبطة بصناعة السينما في هوليوود، حيث كانت الشركات الإنتاجية الأمريكية تسعى جاهدة للحفاظ على هيمنتها على السوق العالمية.
نتيجة لهذه الحملة الضارية، تعرضت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لضغوط كبيرة لتفضيل المرشحين الأمريكيين على حساب المرشحين الأجانب، وأكدت العديد من التقارير الصحفية أن هناك حملة منظمة داخل الأكاديمية لدعم المرشحين الأمريكيين، وخاصة بعد أن تم ترشيح فيلم "لورانس العرب" لـ10 جوائز أوسكار.
في النهاية، لم يفز عمر الشريف بجائزة الأوسكار، وذهبت الجائزة لممثل أمريكي آخر، وهذه النتيجة كانت بمثابة ضربة قاسية لعمر الشريف، وكشفت عن الوجه القبيح للسياسة التي تتدخل في الفن والثقافة.