البث المباشر الراديو 9090
أحمد مظهر
تحل اليوم الذكرى الـ23 على وفاة أحمد مظهر، أحد أهم وأشهر فرسان الشاشة العربية في عصرها الذهبي، حيث ارتبط اسمه ببطولة أهم الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون، خاصة في الأدوار التاريخية التي تركت بصمة لا تنسى في ذاكرة المشاهد العربي.

ولد أحمد مظهر في 8 أكتوبر 1917 في حي العباسية بالقاهرة، ونشأ في بيئة أرستقراطية مليئة بالعلوم والفنون والأدب، مما أثرى شخصيته وفتح أمامه آفاقا واسعة من الثقافة والمعرفة.

أحمد مظهر

طفولته كانت مليئة بالوحدة والعزلة، إذ كان يعيش مع أخيه في وحدة شديدة داخل بيت كبير، حتى أنه عندما خرج لأول مرة من محيطه الصغير فوجئ بوجود أنماط مختلفة من البشر، إذ كان يعتقد أن كل الناس يشبهونه هو وأخاه فقط.

كان أحمد مظهر في صغره لا يحلم بأن يصبح ممثلا، بل كان شغوفا بالغناء، يحب أن يصفر ويدندن بألحان أم كلثوم وعبد الوهاب، لكن أول يوم له في المدرسة كان صدمة كبيرة؛ فقد شاهد ناظر المدرسة يضرب طفلا بعصا غليظة، وواجه موقفا آخر حينما صفع بمسطرة على يده بعدما ظن الأستاذ أنه سيكافئه على الصفير، مما جعله يكره المدرسة ويفكر في عدم العودة إليها.

أحمد مظهر
أحمد مظهر

لكن والده أقنعه بأن العلم هو وسيلة النجاح، فاستمر في الدراسة رغم كراهيته، وبدأ يبحث عن هوايات أخرى مثل تربية الحيوانات، حتى وصل إلى تربية النمل الكبير في حديقة المنزل.

مسيرته العسكرية كانت حافلة، فقد التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1938 ضمن دفعة ضمت الرئيس الراحل أنور السادات والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وخدم في سلاح المشاة ثم انتقل إلى سلاح الفرسان بسبب مهارته في ركوب الخيل، وشارك في الحرب العالمية الثانية حيث كان دوره في تطهير قناة السويس من الألغام.

أحمد مظهر

كما شارك في حرب 1948، لكنه لم يسمح له بالمشاركة في القتال بسبب تقرير مفاده أن سلاح الفرسان لا يمكن أن يؤدي دورا في المعركة، وفي عام 1956، خلال حرب السويس، حاول العودة للجيش لكنه رفض، فشارك في تعبئة الشعور القومي من خلال المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.


أحمد مظهر

دخل أحمد مظهر عالم التمثيل بالصدفة، حينما اختاره المخرج إبراهيم عز الدين ليشارك في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951 بدور صغير.

ثم رشحه صديقه يوسف السباعي لبطولة فيلم "رد قلبي" عام 1957، حيث جسد دور الأمير علاء، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، ومن هنا بدأت مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها أكثر من 200 عمل فني تنوعت بين السينما والتلفزيون، شملت أدوارا تاريخية، اجتماعية، رومانسية، وكوميدية.

أحمد مظهر
أحمد مظهر

من أشهر أدواره التاريخية كان تجسيده لشخصية القائد صلاح الدين الأيوبي في فيلم "الناصر صلاح الدين" (1963)، الذي يعتبر من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

كما قدم أدوارا بارزة في أفلام مثل "جميلة بوحريد" و"دعاء الكروان" و"وا إسلاماه" و"الأيدي الناعمة". وفي التلفزيون، تألق في مسلسلات مثل "على هامش السيرة" و"لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله".

أحمد مظهر

على الصعيد الشخصي، عاش أحمد مظهر تجربة صعبة عندما تسبب ابنه شهاب في حادث قتل صديق عمره عن طريق الخطأ باستخدام مسدس كان بحوزته، هذه الحادثة أثرت عليه نفسيا وعائليا، وأدت إلى توترات كبيرة في حياته الزوجية، انتهت بالطلاق، ودخل بعدها في فترة من الاكتئاب.

أحمد مظهر
أحمد مظهر

كان فارس السينما المصرية نموذجا للالتزام والانضباط، حيث جمع بين مسيرته العسكرية والفنية، وترك إرثا فنيا خالدا يعكس موهبته الفريدة وشخصيته النبيلة، مما جعله واحدا من أفضل الممثلين الذين أثروا الفن العربي. 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز