البث المباشر الراديو 9090
محفوظ عبد الرحمن
تحل اليوم الذكرى الـ 84 على ميلاد المؤلف محفوظ عبد الرحمن والذي ولد في 11 يونيو 1941، ليصبح واحدا من أبرز كتاب الدراما التاريخية في مصر والعالم العربي، حيث ترك بصمة واضحة في مجال الكتابة الدرامية التي تمزج بين الأدب والتاريخ.

نشأ محفوظ في بيئة متحركة، إذ تنقل بين محافظات مصر المختلفة بسبب عمل والده كضابط شرطة، مما أتاح له التعرف على ثقافات وتجارب إنسانية متعددة انعكست لاحقا في أعماله الإبداعية، هذا التنوع الثقافي أسهم في تشكيل وعيه الفني والإنساني، وجعل من كتاباته مرآة تعكس واقع المجتمع المصري عبر التاريخ.

تخرج محفوظ عبد الرحمن من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1960، وبدأ مسيرته المهنية في مجال الصحافة بدار الهلال، ثم انتقل للعمل في دار الوثائق التاريخية بوزارة الثقافة، حيث تعمق في دراسة الوثائق التاريخية، خاصة المتعلقة بمشروع قناة السويس.

هذه المرحلة كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته، حيث استقى منها مادة غنية ظهرت في أعماله الدرامية مثل مسلسل "بوابة الحلواني" وفيلم "ناصر 56".

في عام 1982، قرر الاستقالة من العمل الحكومي ليتفرغ للكتابة، بعد أن بدأ نشر قصصه في مجلة القصة، وصدرت له مجموعات قصصية مثل "البحث عن المجهول" و"أربعة فصول شتاء".

كان محفوظ عبد الرحمن عاشقا للتاريخ والأدب معا، ونجح في دمجهما في أعمال درامية تلفزيونية وسينمائية ومسرحية ذات طابع إنساني وتاريخي عميق. تميز أسلوبه بالسرد الحكيم والبناء المتين، مما أكسبه مكانة مميزة بين كتاب الدراما في مصر والعالم العربي.

من أبرز أعماله التلفزيونية "بوابة الحلواني" الذي وثق فيه مراحل مهمة من التاريخ المصري الحديث، و"أم كلثوم" الذي جسد حياة كوكب الشرق بطريقة درامية مميزة، و"ساعة ولد الهدى" الذي تناول السيرة النبوية بأسلوب بعيد عن النمط الوعظي التقليدي.

في السينما، كتب محفوظ عبد الرحمن أفلاما تاريخية بارزة مثل "ناصر 56" و"حليم"، حيث نجح في تقديم حقب تاريخية بحرفية درامية عالية، كما ألف مسرحيات عرضت في مصر ودول عربية أخرى، منها "السندباد البحري" و"عريس لبنت السلطان"، بالإضافة إلى سهرات درامية وإذاعية مثل "ذات يوم ذات شهر ذات سنة" و"الرجل الذي رحل" و"إيزيس"، مما يعكس تعدد مواهبه وتنوع اهتماماته الفنية.

على الصعيد الشخصي، تزوج محفوظ عبد الرحمن من الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز خلال فترة تصوير عمل درامي في تونس، حيث تم الزواج بطريقة الإشهار وبحضور الشهود، وتم توثيقه رسميا في القاهرة بحضور عدد من الشخصيات الفنية والثقافية.

نال محفوظ عبد الرحمن العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته، منها جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة أفضل مؤلف مسرحي، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتلفزيون عن مسلسل "أم كلثوم"، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال عشر سنوات. 

ظل محفوظ عبد الرحمن يكتب حتى أيامه الأخيرة، حيث كان يعمل على مشروعه الدرامي الكبير "سره الباتع" قبل أن يرحل في 19 أغسطس 2017 عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع مع المرض.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز