
أمين الهنيدي
بدأت مسيرة أمين الحقيقية بعد عودته إلى القاهرة، حيث التقى بالفنان عبد المنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف، وشارك معهم في البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك"، الذي كان نقطة انطلاقه نحو الشهرة، بعد ذلك، انضم إلى فرقة تحية كاريوكا، ثم عمل في مسرح التلفزيون، وشارك في أكثر من 40 فيلما والعديد من المسرحيات التي تركت أثرا كبيرا في قلوب الجمهور.

في اعترافات شخصية، روى أمين الهنيدي تفاصيل حياته التي لم تكن سهلة، حيث نشأ في أسرة بسيطة وكان والده يعمل باشكاتب في سجون مختلفة، مما اضطر العائلة للتنقل بين المدن، وتحدث عن طفولته الشقية، وعن موقفه الطريف مع شلن الفضة الذي سرقه من والده وهو في السادسة من عمره، وكيف دفن المال ولم يستخدمه، خوفا من ضميره.
كما كشف عن سنواته الجامعية التي شهدت فشله المتكرر في كلية الآداب والحقوق بسبب انشغاله بالتمثيل، قبل أن يلتحق بمعهد التربية البدنية ويجد فيه ضالته، حيث تخرج منه وعمل مدرسا للتربية الرياضية، مع احتفاظه بوظيفته طوال حياته رغم انشغاله بالفن.

بدأت بذور الفن في قلب أمين منذ المرحلة الابتدائية، حيث كان موهوبا في الرسم، ثم عشق المونولوج وتقليد نجوم الكوميديا مثل إسماعيل ياسين وثريا حلمي، وشارك في الحفلات المدرسية وفرق الجامعة، وعندما وصل إلى القاهرة، التقى بعبد المنعم مدبولي ويوسف عوف، وانضم إليهم في تسجيل حلقات "ساعة لقلبك"، حيث تلقى أول أجر له في الفن، والذي كان 99 قرشا فقط. رغم الصعوبات، ظل طموح أمين كبيرا، وكان يحلم بأن يصبح محاميا مثل شخصية يوسف وهبي في فيلم "الدفاع"، لكن القدر قاده إلى عالم الفن.

في بداية مشواره الفني، انضم أمين إلى فرقة تحية كاريوكا عام 1961، وقدم أدوارا مهمة مثل "الشاويش رشوان" في مسرحية "بلاغ كاذب" و"الشيخ حسن" في "شفيقة القبطية"، وحقق نجاحا كبيرا، إلا أن خلافات نشأت بينه وبين الفرقة بسبب انشغاله في مهرجان عيد النصر ببورسعيد، مما أدى إلى استبداله في أحد الأدوار.

على الرغم من التحديات والصراعات التي واجهها، استطاع أمين الهنيدي أن يترك إرثا فنيا غنيا من خلال مشاركته في العديد من الأفلام والمسرحيات التي ما زالت حية في ذاكرة الجمهور، ورحل عن عالمنا في 3 يوليو 1986.
