صلاح جاهين.. كيف أصيب صانع البهجة بالاكتئاب؟

عبر بكلماته ومشاعرة الصادقة عن أحلام وآمال البسطاء، فاستحق ابن شبرا الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، لقب الشاعر الكبير وفيلسوف الفقراء، إنه صلاح جاهين.

على مدار سنوات نشاطه، نسج محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى، ملحمة نادرة الوجود فى تاريخ الثقافة المصرية والعربية، من خلال عشرات الأعمال الإبداعية فى الشعر، والكاريكاتير، والفنون التشكيلية، والتليفزيون، والسينما، وكل فروع الفن.

قدم جاهين أكثر من 160 قصيدة، من أشهرها "على اسم مصر"، و"تراب دخان" التى ألفها فى يونيو 1967، إضافة إلى أوبريت الليلة الكبيرة، الذى يعتبر أشهر أوبريت للعرائس فى مصر.

صاحب أول نشيد وطنى

وبحسب تصريحات للشاعر الكبير جمال بخيت، يعد جاهين، مؤلف أول "نشيد وطنى" فى تاريخ مصر.

وأوضح بخيت خلال مداخلة هاتفية لـ برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذى يعرض عبر القناة الأولى: «هناك قرار جمهورى صدر فى عام 1960 باعتبار والله زمان يا سلاحى أول نشيد لمصر وذلك بعدما جرى عقد نحو 5 مسابقات منذ عشرينيات القرن الماضى ولم تسفر عن شىء».

أعمال خالدة 

عمل جاهين محرراً فى عدد من المجلات والصحف أبرزها روز اليوسف، وصباح الخير، والأهرام، وحرص على رسم الكاريكاتير، الذى أدخل من خلاله البهجة على قلوب المصريين.

كتب جاهين سيناريو فيلم "خلى بالك من زوزو" والذى يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً فى السبعينيات، كما كتب أيضاً أفلام: أميرة حبى أنا، شفيقة ومتولى والمتوحشة، وشارك بالتمثيل فى شهيد الحب الإلهى عام 1962، ولا وقت للحب عام 1963، والمماليك 1965، واللص والكلاب 1962.

براثن الاكتئاب 

سقط جاهين فى براثن الاكتئاب، لمعاناة شخصية ومجتمعية، بدأ على خلفيتها فى كتابة مجموعة من الأعمال.

وعن سنوات صلاح جاهين الأخيرة، يقول الكاتب محمد بغدادى: إن جاهين فى الفترة الأخيرة كان لا يكف عن العطاء وتبنى كل المواهب الشابة، لكن الاكتئاب كان يمكن تلخيصه بأن حلمه الكبير ضاع منه، وأنه اتهم بتزييف وعى الناس حول هزيمة 1967، وأثر هذا فيه كثيرًا لأنه كان مؤمنًا ومصدقًا فى هذا الحلم الذى كان حقيقيًا وليس خيالًا»، مؤكدًا أنه لم يكن مزيفًا لوعي الجماهير لكنه كان معهم فى هذا الحلم.

وأكد: «لما تقرب من صلاح جاهين تكتشف أنه ليس مكتئبًا لكنه مقبل على الحياة لكن تجد بداخله غصّة وحزن ما، وما زاد حالة الاكتئاب هو أنه عندما فقد 40 كيلوجرامًا من وزنه لإجراء عملية جراحية قال إنه أصبح لا يعرف نفسه عندما ينظر فى المرآة».

رباعيات جاهين 

وتعد الرباعيات، قمة أعمال جاهين الإبداعية، حيث تجاوزت مبيعات إحدى طبعاتها عن هيئة الكتاب أكثر من 125 ألف نسخة فى أيام قليلة.

ولحن سيد مكاوى "الرباعيات"، وغنها على الحجار، لتبقى سيرة عطرة، شاهدة على مسيرة الشاعر الكبير وفيلسوف الفقراء صلاح جاهين، التى لم ولن تنسى.